22فبراير

في فلسطين..المرأة لا ترث

كنت اقرأ مقالة الدكتور عبدالله الغذامي (المرأة لا ترث) والتي يقص فيها قصة عن أحد أصدقائه الفلسطينيين

الأثرياء الذين تقاسموا مواريثهم الوافرة قبل سنوات وحصل الرجال على نصيب كبير لكل منهم ولكن النساء لا نصيب لهن، وبشكل عام تنص العادات والتقاليد هناك على أن المرأة مستبعدة من الميراث، والأمر حاصلٌ إلى الآن برضى من جميع النساء وكذلك الرجال.

الحقيقة تعجبت من الأمر وقلت لعل الأمر قديم، أو أن هذا يختص بصديق الدكتور الغذامي وليس أمرا عاما في فلسطين  فتوجهت مباشرة إلى الصديق العزيز الشاعر الأديب الفلسطيني  وهيب نديم  وهبة وأرفقت له المقالة وسألته إن كان هذا صحيحا، وهل هذا الأمر إلى الآن؟ وليس هذا والله تكذيبا للدكتور بقدر ما هو حسن ظن في فلسطين وأهلها بأن الحقوق تُرّد إلى أهلها..
وصلني رد الأستاذ وهيب وأنقله بالنص:

صحيح ما ورد في المقال ولكن…

“يستطيع كل شخص كتابة وصية وعلى المحكمة الموافقة عليها – الشرعية والمدنية” في حالة ثانية تستطيع المرأة التوجه إلى المحكمة المدنية ولها كامل حقوقها”.
وقد زودني مشكورا بدراسة اسمها (المرأة الفلسطينية والميراث) من إعداد مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي وهذا البحث بدعم من الإتحاد الأوروبي..

وخلصت هذه الدراسة إلى عدة نقاط لعل من أهمها: أن النساء يواجهن معيقات اجتماعية ناجمة عن الثقافة الذكورية السائدة في المجتمع، وأيضا تشعر بعض النساء بالخطر أو التهديد على حياتها وحياة أولادها في حال مطالبتها بالميراث، مما يدق ناقوس الخطر حول العنف المتوقع تجاه المرأة التي تطالب بحقها والذي قد يطال أولادها.
شكرت الأستاذ على رحابة صدره وعلى صدقه في الإجابة؛ ولكني ما زلت مدهوشا بأن هذا الأمر ساري إلى الآن، ولم يتحركن النساء هناك أو يتحركون المثقفين لعمل حراك ثقافي من أجل تغيير هذا الأمر الذي فيه غمط لحقوق النساء..
لا أدري يقع حِمل هذا الأمر على من؛ ولكن الذي أعلمه بشدة أن النساء شقائق الرجال، وهذه العادات والتقاليد البائدة التي كانت عندنا وعند غيرنا يجب أن تُمحى لاسيما إذا خالفت الشريعة..
بعض العادات هي أغلال يجب أن تُفك، ويجب كسرها لأن الزمن تجاوزها..
العادة التي فيها حرمان للحقوق، وتعدي على الممتلكات لا خير فيها..
ونتائج الدراسة تؤيد مثل هذا الحراك من أجل إيقاف السلطة الذكورية..

إذا لم ينهض المثقف والأديب والكاتب للحد من مثل هذه السلوكيات فما قيمة القلم الذي يحمله، وما هو دوره إذن؟

أعتقد أن (القلم) له دوره الكبير في تغيير الموروثات التي عشعش عليها الزمن، وهو في -وقتنا الحالي- أصدق إنباء من السيف..
الفرق بين صاحب القلم والإنسان العادي هو المطالبة بالحقوق حتى ولو لم يكن المستفيد الأول فيها..
كانت لدينا غفوة كبيرة ولكن جاءت رؤية 2030 لكي تزيح هذا الظلام ويشع النور لدينا من جديد..
هذه الهبة والنصرة كانت بتكاتف الجميع حتى تعود الأمور لنصابها، وتعود الحقوق لأهلها؛ لأنه كما قيل الحقوق لا تضيع..

والجبن، في قلمِ البليغِ نظيرهُ

في السيفِ، منقصةٌ وسوءُ سماعِ

 

 

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *