كتاب مصيدة التشتت الرقمي (كيف تركز في فوضى العالم الرقمي) وهو للكاتبة فرانسيس بووث وهي كاتبة وصحفية إنجليزية.
الكتاب يعرض لمشكلة التشتت الرقمي ويوّضح خطرها ويعرض للكثير من المسائل مثل إدمان الإنترنت والرنين الوهمي وحالة الطوارئ في كوكب العقل وغيرها.
إن هذا الكتاب عملي بالدرجة الأولى فهو يخاطب العقل قبل القلب، والمؤلفة تدعم موقفها ورأيها بدراسات علمية كقولها: في هذا العام وللمرة الأولى، سيتم إدراج الإدمان على الإنترنت في الدليل المستخدم لتصنيف الاضطرابات العقلية.
وهي تميل إلى تشبيه إدمان الإنترنت باضطرابات السيطرة على الدوافع، وإدمان المخدرات والوسواس القهري.
وذكرت بعض الأمثلة مثل ترك زوجين يدمنان الإنترنت في كوريا الجنوبية طفلهما البالغ ثلاثة أشهر يموت جوعاً بينما يربيان طفلا افتراضيا على الإنترنت.
الكتاب يُقدّم حلولا للتركيز والقدرة على التحكم بالتقنية عموما، وبمواقع التواصل والبريد الإلكتروني خصوصا.
وهي تتساءل لماذا التركيز؟
فتجيب: بمجرد أن تتذوق التركيز، فمن المرجح أنك سترغب في المزيد منه.
إن التركيز مهارة نمتلكها بالفعل؛ ولكنه أصبح من الأشياء التي نتوق للحصول عليها؛ فهو الحالة المناقضة للاتصال والتشتت الدائمين.
كما يقدم لنا تذاكر مجانية وفورية لزيادة إنتاجيتنا.
الكتاب عبارة عن جزئيين داخل الكتاب؛ فالجزء الأول تحته ثلاثة أقسام، والجزء الثاني تحته 12 قسم. ومما يميز هذه الأقسام أن نهاية كل قسم هناك ملخص لهذا القسم وما هو متوقع منك بعد الفراغ من قراءة هذا القسم.
ومن النصائح الجميلة الواردة في الكتاب:
1-لا تحاول إطفاء كل أجهزتك الرقمية لساعات بشكل مفاجئ إذا كنتَ تعتمد عليها بشكل كبير؛ حيث أنه من المرجح أن تعاني أعراض انتكاسة إذا ما فعلت ذلك.
2-تجنب بكل الطرق الممكنة، التشتت الرقمي خلال الفترات التي تكون فيها معدلات قدرتك الإنتاجية في أقصاها؛ حيث أنها أوقات ثمينة من اليوم يمكنك أن تكّرس فيها طاقات هائلة للقيام بإنجاز سريع للمهام التي تحتاج إلى التركيز.
3-تقول أنجيلا كلارك: المشكلة هي أنني بينما كنت أكتب تعليقات في تويتر، الواحد منها مكوّن من 140 حرفا، على الأحداث التاريخية، لم أكن أعمل.
فكّر في كل الأشياء التي كان يمكنني –أنا وأصدقائي التخيليين- فعلها إذا لم نكن نتسكع على تويتر! بدلاً من التعليق على التاريخ، كان يمكننا أن نصنعه.
4- إن القيام بعدة أمور في الوقت نفسه خدعة نمارسها على أنفسنا، ونعتقد بأننا ننجز المزيد من الأمور؛ ولكن في حقيقة الأمر، تنخفض إنتاجيتنا بنسبة 40% وتُظهر بعض التقديرات أننا نخسر حوالي 75% من المعلومات التي اكتسبناها بل إن جيمس بورج يحذر ويقول أن القيام بمهام متعددة عدو الذاكرة.
5-الهاتف عندما يكون موجوداً في مجال الرؤية خلال محادثة حتى وإن لم يتم استخدامه، يُشعر الأشخاص بأنهم أقل قربا من الشخص الذي يتحدثون إليه.
إن مجرد وجود الهاتف المحمول له تأثير سلبي على التقارب، والتواصل وجودة المحادثة.
6-يعتبر الخوف من التجاهل هو السبب في كوننا عالقين في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يجعلنا نتفقد ونتفقد مجددا، ونتفقد مرة أخرى.
ربما يكون هناك جديد قد حدث! قد يكون هناك شخص ما يرغب في الحديث إلينا! قد تكون هناك رسالة جديدة من أجلنا!
ويدفعنا خوفنا (من تفويت أي جديد) للوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي ونغادر عادة مخذولين، أو مهملين، أو منهكين؛ حيث إن هذه المنصات لا تعتبر سبباً للسعادة.
7-نعيش اليوم في عصر المعلومات، والذي لا يعني بالضرورة أن تكون المعلومات في رؤوسنا.
بل ذلك يعني أن المعلومات تمر عبر أذننا بسرعة الضوء، ولا يمكننا استيعابها.
8-الإنترنت هو أكبر مستنزف للوقت تم اختراعه في حياتنا.
9-إن معرفة سبب حاجتك إلى الوقت، تعطيك قوة الإرادة اللازمة لتجعل عقلك يفكر قليلا ليقوم بأمر أكثر أهمية من تصفح الإنترنت بدون هدف.
لا تقتصر الخسارة على وقتنا فحسب؛ حيث ترى بعض التقديرات أن الأشخاص الذين يشتتهم البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية قد يعانون خسارة تقدر بنحو 10 نقاط من معدل ذكائهم، وهذا يساوي خسارة ليلة كاملة من النوم؛ إن حالة الكسل التي لا يحبها معظمنا نختارها بإرادتنا.
10-إحدى الإشارات التقليدية على التشتت الرقمي هي الشعور بأنك مشغول طوال الوقت، ولذلك تشعر بأنك تحقق أشياء على أساس يومي؛ ولكن عندما تبدأ في جمع الأمور التي أنجزتها خلال السنة المنصرمة، لا تجد أنك أنجزت الكثير خلال عام كامل من الإرهاق.
إن تغيير سلوك تشتتك الرقمي قد يمنحك ميزة تنافسية؛ حيث إنه يقلل من مستويات الضغط، ويزيد من الإنتاجية.
الكتاب من القطع المتوسط يقع في 300 صفحة وهو من ترجمات مكتبة جرير الصادر عام 2017م.