السؤال الذي يتكرر كثيرا هل الموهبة فطرة أم اكتساب، بمعنى هل يمكن بالممارسة أن يكون الإنسان موهوبا أو أن هذا الأمر فطري بحت ويتعلق بالوراثة والجينات؟
يشير مبدا “الإرادة الإبداعية” إلى الدافع الجوهري والتصميم الداخلي الذي يغذي العملية الإبداعية للفرد.
إنها القوة الداخلية التي تحفز المبدعين إلى إنشاء أفكارهم وإبداعهم والتغلب على العقبات والمثابرة في مساعيهم الإبداعية.
يعود هذا المبدأ إلى الاعتقاد بأن الإبداع ليس مجرد موهبة أو إلهام، بل هو أيضا نتاج قوة الإرادة والانضباط والجهد المتعمد.
غالبا ما تكون الإرادة الإبداعية مدفوعة بدافع جوهري عميق للإبداع، وهذه الرغبة الداخلي لا تتأثر بالمكافآت أو التقدير الخارجي، بل تتأثر بالشغف الشخصي للعملية الإبداعية نفسها، وهذه الرعبة الداخلي غالبا ما يأتي معها شعور قوي بالمثابرة لأن الطريق بالعادة يكون مليء بالعقبات ولكن هذه المثابرة هي التي تجعل الفرد يستمر ويواصل المسير.
قلما يكون هناك إرادة إبداعية بدون انضباط وإقامة روتين؛ لأن الممارسة المنتظمة والوقت المخصص للعمل الإبداعي يعد أمرا ضروريا للتقدم وإحراز النتائج.
وقد يرد سؤال كيف يتم تعزيز هذه الإرادة الإبداعية؟ إن الرؤية الواضحة والشعور بالهدف يمكن أن يعززا بشكل كبير الإرادة الإبداعية؛ لأن فهمك سبب قيامك بهذا الفعل وفهم الهدف يوفر دافعا كبيرا للإرادة.
لعل أبرز فوائد الإرادة الإبداعية هي تجاوز العوائق وفترات الإلهام المنخفض، إنه تحث على مواصلة العمل حتى عندما تبدو العملية صعبة أو غير ملهمة.
لا يمكن للمرء أن يكون متقنا إلا بالجهد والممارسة المتواصلين، والإتقان تضمنه الإرادة الإبداعية لأن استمرار الفرد في صقل المهارات والتجريب يؤدي إلى تحسين المهارة بشكل جيد مع مرور الوقت.
ولو لم يكن لهذه الإرادة إلا حسنة واحدة وهي تحقيق الشخصية لكفاها، وهي أن الأنشطة الإبداعية التي تحركها إرادة الفرد تؤدي بشعور عميق بالرضى الشخصي والرضا بشكل عام؛ لأن النشاط الإبداعي يسمح للفرد بالتعبير عن ذاته وكينونته بشكل علني.
يؤكد مبدأ الإرادة الإبداعية على أهمية التصميم والانضباط والدافع الجوهري في العملية الإبداعية. إنها القوة الدافعة التي تمكّن الأفراد من الاستمرار في مساعيهم الإبداعية.
بهذه الإرادة يمكن للمبدعين الحفاظ على شغفهم والاستمرار في الإنتاج الإبداعي.
ومن نافلة القول أن الإبداع لا يقتصر على الموهبة والإلهام فحسب؛ بل يتعلق أيضا بقوة الإرادة والالتزام بتحقيق رؤية الفرد على أرض الواقع.
الموهبة = الانضباط.