26أكتوبر

كتب الأطفال

ما يزال مجال الطفل من أرحب المجالات التي لم يتم الطرق إليه بشكل كبير..

هناك شبه إشباع في كل المجالات ما عدى مجال الطفل..
إن مجال الطفل بكل أطيافه شحيح جدا لاسيما في الكتب العربية..
لقد تساءلت الدكتورة عزة السبيعي وهي تمسك بكتاب للأطفال: لماذا كتب الأطفال غالية الثمن؟
وهو سؤال وجيه يسأله أهل الإختصاص ومن هم غير كذلك؟ وما زال هذا التساؤل يرن في أذني حتى زرت الأستاذة الفاضلة/ فاطمة الحسين صاحبة دار أسفار للنشر والتوزيع وهي المختصة في هذا الجانب، وطرحت عليها هذا التساؤل فأجابت بلسان الحال لا بلسان المقال وهي تعرض لي القصص التي تم ترجمتها من اللغة الفرنسية مباشرة دون لغة وسيطة، ومن اللغة الكورية، وكذلك البولندية وغيرها من الترجمات التي تم ترجمتها، ولا تسأل أخي القارئ عن قيمة الرسومات فقد تبلغ قيمة الصفحة الواحدة 300 دولار، وأضف عليها قيمة الصف والإخراج، والطباعة، وكذلك نسبة منافذ البيع، فكم يبقى للناشر وللمؤلف؟ الفتات..
على أن الكتّاب المجيدين في هذا المجال هم أندر من الراحلة في الإبل؛ ولذلك يكون قيمة التعاقد مع الكتّاب بنسبة لا بأس بها..
لقد حاولت أن أدخل هذا المجال القصصي ولكن لم يحالفني الحظ، لقد كان مقاس هذا الجنس الأدبي أضيق من أن يتحمل كاتبا بضخامتي الجسدية، وتم توديعي في صالة المغادرة للكتّاب الذين لم يحسنوا الكتابة فيه..

هناك التفاته عظيمة لكثير من المهتمين من أجل إثراء مجال الطفل بجميع أنواع المحتوى المرئي والمسموع والمكتوب؛ بيد أن هذه الالتفاته يجب أن تتعاضد مع الجهات المانحة والمؤسسات والجهات الحكومية حتى يكون لها أعظم الأثر في الساحة الثقافية..

إننا نفتقد إلى المجموعات القرائية للأطفال، والفعاليات التي تهتم بهذه الفئة العمرية المهمة جدا..
في الكويت هناك دار تكوين للأطفال وهم بارعون جدا في تقديم منتجات متنوعة للأطفال، ومن أبرز هذه المنتجات: هي قراءة القصص للأطفال، وقد تكون الأستاذة القاصة الصديقة/ سارة الظفيري من أبدع الحكائين للأطفال في هذا المجال بلا منازع..
هناك أسماء لامعة لدينا مثل د.سارة العبدالكريم الأستاذة شهد الأحمري والأستاذة فاطمة خوجة والأستاذة نوف الحسين وغيرهم ممن يخدمون بأنفسهم هذا المجال؛ ولكن إن لم تتظافر الجهود من أجل إثراء أدب الطفل فسنكون في مؤخرة الركب بلا شك..
وإن كانت هناك أمنية لي فهي أن يتم الإعتناء بمسرح الطفل..
المسرح بشكل عام مهجور سواء للكبار أو للأطفال؛ على أن مسرح الطفل يكون معدوما لدينا..
أتمنى من الكتّاب المسرحيين التوجه بالكتابة في هذا المجال تحديدا، وكذلك مسرح الطفل الغنائي..
لطالما كان المسرح هو أبا للفنون، فلماذا (الأب) لا يقوم بدوره في مجال الطفل؟!
لا أريد أن أقول الأغنية التي انتشرت في قناة للأطفال:
(سؤال صعبٌ
سؤال يراودني
سؤال صعبٌ)
نشرت هذه المقالة في موقع أراجيك:
كتب الأطفال

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *