15ديسمبر

هادم الأساطير

هادم الأساطير

الدكتور أحمد خالد توفيق كاتب وأديب مصري.

عندما تولد الإشاعة، تغيب الحقيقة، ومهما كانت الحقيقة قوية فإن الإشاعة الممتعة تبدو أقوى نفاذا من غيرها.

الخيال له قصب السبق دوما.

الإشاعة تخلق الأساطير والحقيقة لا يمكن أن تميتهم.

سوق الخرافة رائج بالقصص والأكاذيب والخرافات التي يسعى الدكتور أحمد إلى تفنيدها وبيان زيفها والرد عليها بالعلم والمنطق والعقل.

أول قصة يفندها هي قصة المومياء التي أغرقت التاتنيك، كل عناصر الإثارة موجودة في هذه القصة، هناك سفينة، وهناك مومياء فرعونية ملعونة، وهناك حادث غرق مروّع.

وكل هذه العناصر هي التي ساعدت هذه الخرافة في الانتشار والصدى الواسع.

إن التايتنك غرقت ليس لأننا في كون خطر، أو لأن الطبيعة قاسية يصعب التحكم فيها؛ ولكن لأنها كانت تحمل مومياء فرعونية ملعونة..هذا يجعل الحياة أكثر وضوحا ومنطقية ويطمئننا أكثر على أنفسنا في رحلاتنا القادمة، الأمر كله محاولة لجعل الكون مكانا قابلا للتنبؤ وبالتالي أكثر أمنا.

ومن القصص التي يجلّيها الدكتور ويوضحها هي: هل نزل الأمريكان على سطح القمر؟ فهو يرد على المشككين وعلى نقاطهم مثل: انعكاسات الأشياء على زجاج قناع رواد الفضاء، والعلم يرفرف مع النسيم فكيف يوجد  نسيم على ظهر القمر، وأيضا عدم وجود نجوم في كل الصور المنتشرة، وإلى غيرها من أدلة المشككين، يفندها عروة عروة ويقول في النهاية: الحكومية الأمريكية كانت تعاني الويلات في فيتنام لذا أرادت أن تشغل الناس بموضوع آخر، ولو لاحظت التواريخ لوجدت أن تاريخ الخروج من فيتنام يتزامن مع توقف رحلات الهبوط على القمر بعد أبوللو 17.

وهو يفند العديد من القصص مثل (الفضائيون اختطفوني، وجاءت الحوريات، ومخلوق أوروزويل، والمنطقة 51، ورعب أميتيفيل، ومثلث برمودا، ولوح الويجا) وغيرها الكثير.

أغلب هذه القصص تحاول أن تجد تفسيرا لكثير من  الظواهر، ونحن بطبيعتنا نحّب أن نضفي هالة قوية للقوى الغامضة والجن والعفارين والكائنات الفضائية من أجل أن نشعر ألا شيء نجهله، وأن الذي لا نعرفه هو خارق للنواميس الكونية وهو شيء لا نملك أن نردّه أو نمنعه؛ وبذلك يستمر الإنسان في دعوته المضللة بأنه سيد الكون.

ومما أعجبني جدا في نهاية الكتاب هو خصومات للمطاعم لحامل الكتاب.
كتبت الدار:
لأن القراءة أصل الثقافة وأساس بناء أي مجتمع.
كيان للنشر يتقدم لقرائها الجديد دايفا.
نحن لا نحاول أن نقدّم محتوى جيد وكتاب مختلف فحسب بل أحببنا أن نقدم لك كقارئ هدية، وهديتنا هي بطاقات خصم بقيمة 500 جنيه مصري.
وهذا تشجيع منا على القراءة.

ومما أجده على هذا الكتاب هو الاستهانة المفرطة بالمؤمنين بهذه القصص التي لا يقبلها الدكتور، وأنا كذلك لا أقبل كثيرٍ منها؛ لكن مع بالغ الاحترام لمن يؤمن بها، فهذا في الأخير هو قراره واختياره وما أدّاه إليه فهمه.

في قصة مثلث برمودا لم تكن إجابات الدكتور مقنعة بل كان الحديث مقتضبا، وصدّر حديثه قائلا: أن هذا الموضوع أُشبع طرحا؛ ولكنه لم يُشبعه في كتابه هذا،  وأيضا طرحه لقضية يوري جيلر لم يُعنيه بالغ اهتمام وتحدث عن أمور لا تهمنا مثل نشأة جيلر وأين يعيش وغيرها من المعلومات التي لا تفيد صلب الموضوع وهو ثني الملاعق، وأستغرب الحقيقة من عدم ذكر الحادثة الشهيرة لجيلر عام 1973 في البرنامج التلفزيوني جني كارسون تونايت شو حينما فشل في ثني الملاعق؛ لأن جيمس راندي كان قد غيّر الملاعق والأدوات التي أحضرها جيلر معه وذلك بالاتفاق مع المنتج.

الكتاب من القطع المتوسط يقع في 164 صفحة من إصدارات دار كيان للنشر والتوزيع الصادر 1438هـ.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *