أغني لوحدي، للتيه، للريح، للزمن الجريح..
أسكب صوتي في فناجين مقلوبة..
أعوي لنفسي، أغني بمفردي على مسرح الحياة التعيس..
منذ أن اشتهرتُ بالغناء لم يحضر أحد..
لم أكن أحلم، بل كنتُ أغني للسراب…
لقد ضاع صوتي في ثقب الحياة الضيق..
أريد أن أشتري آذان تسمع لي؛ لكني لا أحب السماع المبستر..
أتمنى كثافة الحضور، وحماسة الجموع؛ بيد أنهم لا يحبذون زامر الحي..
لن يقف هديلي بسبب اللأحد، والمكان المزدحم بالفراغ، والضجيج الذي يحدثه السكون..
حينما تكتظ القاعة بالجميع سأتلف حنجرتي، وأرمي بصوتي للكلاب الضالة لتأكل منه ما تبقى من صوتٍ مبحوح..
فاق الجمال بروعته …زادك الله من فضله وبورك في قلمك
كانوا يلتفّون حولك ويشحذون غنائك ويطربون لسماع صوتك حتى أقصيتهم و تماديت في إقصائهم عن عالمك
السعادة لن تأتي بالتشبث بالأشياء، بل بالتحرر منها.
مبدع كعادتك أستاذي
لعلَّ هُناكَ أُذنٌ تهوى الاستماع إليك! بل وكل الحواس قد تُصْغي إليك..ولكنّها تُؤْثِر البعد لكيلا يَطْربَ معها القلب ..فَيُهْلَك عندما تُقَرّر الاعتزال!
تركت أشياء أحبها؛ لأَنِّني لم أعرف كيف سأتصرف لو أنها تركتني.