29يناير

الموت يدخن أيضا

تبرز ماري جليل بثوبها الشعري الشفاف في مونتريال تجره على أشواك الحقيقة ليصدر صوتا آخاذا نسمعه نحن هنا في الشرق..
ديوانها (الموت يدخن أيضا) الذي اقتنيته في معرض القاهرة الدولي للكتاب كان من الغنائم الجميلة لأنها صديقة قديمة
ولم اقرأ لها سابقا..

لها فكرة مثيرة وغريبة:
أن تحيا هو موت أيضا..

إنها تريد أن تعيد للصمت صوته:
من يعيد للصمت صوته؟
من؟

الحقيفة تحتضن موتها:
أمام حقيقة
تحتضن موتي
كي أنام مثل غيمة أنيقة على تلة.

كيف تتخيل اللقاء مع حبيبها:
وجه
وأربع أرجل
يصنعان
مائدة المساء

تخيلوا كيف قالت عن الغياب وعن المسافة بين مونتريال وبيروت:
يتساقط الغياب على أريكة الوقت
كما
الحزن على مساحة الجسد..

المسافة بين مونتريال وبيروت
مثل
المسافة بين الرحيل والوصول
لن يختصرها جسد..

حينما تدمع الحنجرة تقول ماري:
امرأة وحيدة ترتدي نحولها
ظلها على الجدار يتدلى
سقطت حنجرتها
في الدموع
بعد صرخة أخيرة
كان موتا كافيا
ليهدأ النهار

كل المساءات صالحة للنشوة:
أعطني يدك
وسادة لأحلامي
هذا المساء صالح للانتشاء
للمساءات اعترافات مثيرة
وحده الفجر يعرفها..

لديها ألم خاص بها:
ليس غيابك
ما يثير وجعي
بل هو
الجرح
الذي تركه
لم يعد يؤلمني..

لديها مسحة اروتيكية في قصائدها
ولذلك تكثر مفردات مثل عري
جسد، شفة، فجور، نهد، قبلة، رعشة،
عذرية..إلخ..

لديها شعرية فائقة في عناوين قصائدها:
أبعد من النسيان تقريبا..
رغوة صوتك..
خفة تحتضن موتي..
نوافذ غابت عن عيونها الدهشة..
ذئب يعوي في فم الثلج..
حزن سوف يهطل بعد حين..
عطر معتقل..
زنبقة في فم ذئب جريح..
جثة تحلم..

كانت رحلة ماتعة مع هذا الكتاب الجميل
الصادر حديثا..

الكتاب من القطع المتوسط يقع في 122 صفحة من إصدارات دار الآن للنشر والتوزيع الصادر عام 2024.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *