كتاب انتبه لنفسك لبشرى الناصر وهي كاتبة سعودية.
الكتاب من الممكن تصنيفه في تطوير الذات، فهو عبارة عن خواطر تحتاج لها النفس كما عبَّرت بذلك المؤلفة في مقدمة الكتاب.
الكتاب في بدايته عبارة عن تساؤلات وتجيب عن هذه التساؤلات بإجابات إيمانية دينية نفسية بلغة يفهما الجميع.
الكاتبة تنطلق من منظور ديني فتبدأ بقول (من أنت) وتقول إن الإجابة على هذا السؤال ستبقي المرء على اتصال بذاته وتعديل سلبياته وتطوير إيجابياته.
تطرح أسئلة مهمة مثل: ما دورك في الحياة؟ ومن المعلوم أن مثل هذه الأسئلة مهم جدا والأهم هي الإجابة.
(كل إنسان خلق على هذه الأرض له دور فابحث لما خلقت من أجله).
إنها تسعى جاهدة خلال كتابها إلى تهذيب النفس وتطويرها بل والمحافظة عليها من خلال عرض هذه النفس من عدة أبعاد للتوجه بعد ذلك للحياة، الحياة هذه المساحة الكبيرة جدا التي نصنع فيها الذكريات وتقول: (ما دمت تتنفس فإن هناك فرصا كثيرة بانتظارك ووقتا لتحقيق طموحك).
المؤلفة لم تر في هذه الحياة أثمن من الصحة والأمن والأسرة والعلم، والأمرين الأخيرين ليسا على إطلاقهما فهي تقول: أسرة تدعمك، وهذا ملحظ جميل، فما فائدة وجود أسرة لا تدعم، وهذا تعبيرٌ حسن من المؤلفة.
كذلك تقول في العلم (العلم الذي يقودك على الطريق الصحيح) فنعم هناك علومٌ كثيرة لا تقود المرء إلى الطريق القويم؛ فكان لازما أن تقيّد هذا الطريق بقولها (الطريق الصحيح).
هناك فواصل في الكتاب اسمها فواصل تأملية تكون بين الصفحات أشبه بالاستراحة يتأمل فيها القارئ ويتفكر ومن تأملاتها (بدل أن تسب الظلام، حاول إصلاح المصباح).
وقد تكلمت المؤلفة عن مواضيع كثيرة كالوقت والحب والصداقة وغيرها الكثير.
ومما أجده على هذا الكتاب خلط بعض العامي بالفصيح، وأيضا كان بودي لو أن الفواصل التأملية تكون من مكتوب المؤلفة لا من منقولها، وكذلك فإن صفحات الكتاب كانت مزخرفة مما أعاق القراءة بعض الشيء؛ لكن الخلاصة أن هذا الكتاب يهذب النفس ويصلح للسمر وللسفر فهو مناسبٌ جدا.
الكتاب يقع في 98 صفحة من القطع المتوسط من إصدارات مركز الأدب العربي الصادر عام 1439هـ.
