18مارس

شامة أعلى الرحم

ديوان شامة أعلى الرحم آلاء فودة.

غلاف الديوان

إنه تمرين للأمومة، وعصر لمخبوزات الذاكرة.
تندلق الذكريات لتجتمع مسامير وقصائد وملاعق حب في مكان واحد.
تكنس الليل لتتساقط سنواتها في الأثير لتضمن موتا هادئا بعيدا عن إعادة التدوير.
إنها من القديسات القلائل اللاواتي نزل إليهن الرب وربّت على أكتافهن، كانت في السادسية حينما حدث ذلك.
تقوم نصف شبقة في الليل لأنها ما زالت تحلم، كافكا يكون مستقبل رسائلها الحزينة..
تستقبل الألم بصدر مفتوح، ولا تريد تغيير العالم، إنها تريد تغيير الحزن، ولا يبدو أنها غيرته؛ بل هو غيرها..
مفردات الأمومة كثيرة في هذا الديوان، ورسائلها إلى الأطفال الذين يكبرون في دروج المطبخ دالة على ذلك..
حتى الأطفال في هذا الديوان يسقطون من بين الأيادي بين المواعين وسائل الصابون..
في هذا الديوان كل شيء في مكانه الصحيح، وفي حياتها يبدو أنه عكس ذلك..
لديها حوض كبير يتسع للطريق وللوحدة، كريم ذلك الحوض الذي يتسع للوحدة..
في قصيدة (موت الأمهات) بكيت؛ لأني تمنيت أن أكون أمّا؛ لكن للأسف فاتتني هذه الميزة، ربما في حياة أخرى أكون أما صالحة..
الحمدلله أن الله لم يستجب لدعائها حينما كانت في الرابعة عشرة؛ لأنه لو أخذها إليه، بقينا هنا صامتين في انتظار شاعرة تفجر الليونة في خشب الشعر العمودي..
تبدأ الأعجوبة في الإهداء إلى التجربة ذاتها، إنها سخيّة تهدي ثمرتها لمسبب عنائها..
في هذا الديوان لا وقت للتفكير، إنه وقت الدهشة، في حال فقدت التركيز ستدهسك قصيدة عاجلة..
انتبه لخطواتك في الديوان، فهذا حقل إبداع، ستنفجر فيك قنبلة جمالية في أي صفحة، كن على حذر..
أنت لوحدك في القراءة، لا وجود للمساعدات هنا..
حينما تغوص في الديوان ستعرف أنك ذاهب بلا عودة في رحاب آلاء فودة، تطيف بك في محاريب الألم، وفي زوايا التجربة..
هي من النوع الذي يكتب ليس للرفاهية؛ ولكنها تكتب لتعيش، لتنسى الألم؛ بيد أنها بكتابتها تعيش الألم مرتين، مرة في الكتابة، ومرة حينما تقرأها بعد مدة..
حرب بين الأمومة والشعر، انتصر الشعر في هذه الحرب التي قامت في السادسة صباحا على صوت أقدام الأطفال الذاهبين للمدرسة..
تعتقد أنك نجوت من الديوان؛ لكن آخر سطر فيه يُدحرجك إلى الكون إلى فوهة العدم لتقول لك:
(من قذفنا من أعلى، ثم تركنا نتدحرج هكذا؟)
إنها تعاتب الله عتاب صامت، من قذفنا من أعلى، لا تنسب نفسها إلى تحت، بل هي قادمة من ماء السماء..
لا شك من يكتب مثل هذا الديوان لا يُنسب إلى الأرض أبدا..

 

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    2 تعليقان

    1. لطالما وثقت باختياراتك أ. حاتم..
      والدهشة لا تفارقني بعد قراءة مراجعتك هذه ?

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *