4ديسمبر

قوة السؤال

قالت لي الدكتورة غدير الفهيد أن كثير من نتائجنا هي حصاد أسئلتنا.

يجب أن نسأل السؤال الصحيح حتى نتلقى الإجابة الصحيحة.

إن حياتنا عبارة عن أسئلة، وكثير من أسئلتنا -غالبا- أسئلة سلبية:

-لماذا أنا؟
-لماذا كل الطرق مسدودة؟
-لماذا العوائق وكأنها خلقت لي؟

الأسئلة قوتها في تنوعها، كما في العادة: لماذا، كيف، أين؟

-كيف سأصل لأهدافي؟
-لماذا هدفي واحد؟
-أين سأكون بعد سنة من الآن؟

وهكذا يتم طرح الأسئلة، على أن طرح السؤال وحده -غير كافٍ- لتحصيل الإجابة المناسبة، فمع السعي ستجدك الإجابة، أو تجدها.

طرح السؤال لا يعني -دائما- انتظار إجابة، يكفي أن تطرح الأسئلة:

ما الشيء الذي يتوجب علي فعله لأنجز مشروعي؟!

ما الفعل أو الفكرة التي من شأنها تحريك عملي للأفضل؟

ما هو الخيار الأفضل الآن؟!

إن وجدت الإجابة فحسن؛ وإلا فيكفي أنك شققت سديم الواقع، بوقع الأسئلة.

توكل على الله وأسأل، فالله خالق السؤال، وهو ميسّر الإجابة.

“ما الذي تفعله الأسئلة؟

إنها تمزق نسيج الواقع لاحتمالات غير منتهية من الدهشة والجمال.

حدودنا ليست ما ندركه ونعرف شكله؛ لذلك طرح الأسئلة الصحيحة بدون توقعات هي بوابة مشرعة من الحظوظ والفتوحات.

حينما سألوا البطل العالمي حبيب نور محمدوف ماذا ستفعل حينما تكون بطلا؟
قال: أنا بطل في ذهني من زمان.

إنها الإجابة الصحيحة للسؤال الصحيح؛ فالنجاح متعلق بالذهنية.

وهناك أسئلة وجودية كبيرة وكثيرة مثل: من أنا؟

منعمّون أولئك الذين يعرفون حقيقة أنفسهم، ويطمئنون لتلك المعرفة.

كل يوم أعرف شيئا جديدا عن نفسي..

أنا مع نفسي منذ أكثر ما يزيد على ثلاثين سنة وإلى الآن تفاجئني في كل مرة..

فأنا الرجل الذي آمن “بالشك” في معرفة نفسه..

كما أن هناك أسئلة فلسفية لا لجواب لها مثل:

متى تحصل لذة النوم؟ قبل النوم أو أثناء النوم أو بعد النوم؟

والإجابة على هذا تطول.

وقيل أن أعظم سؤال فني سؤال محمد عبدالوهاب:
“كل ده كان ليه؟”

وأعظم سؤال شعري قول عبدالله الفيصل:

أجبني إذ سألتك هل صحيحٌ
حديث الناس خنت؟ ألم تخني

على أن الأسئلة تقوم بدور المفتاح، تفتح احتمالات وأبواب، وأنت تأخذ الإجابة التي أنت مستعد لها..

كلما كان استعدادك أعلى كلما كان استقبال الإجابات واضح جدا..

لا تتعب نفسك في الأحكام والقيود، اطلق العنان للأسئلة بدون أحكام مسبقة..

حينما تتقن فن طرح السؤال، ستبهرك قوة الإجابة..

تم نشره في العدد التاسع والسبعين من مجلة فرقد:
https://fargad.sa/?p=8768

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *