هل الانتظار عادة أم نعمة أم جحيم؟
لقد تغيّر مفهوم الانتظار لديّ بعدما قرأت مقالة للأديب الفرنسي روجيه غرينييه بعنوان (الانتظار والأبدية) تغيّرٌ للأسوأ للأسف.
حينما تكون مسجونا مثلا فإن الأقرب المقصلة لا الحرية، والقبر أقرب من البيت وهكذا.
هذه أحد أضرار القراءة أنها إن لم تغير في قناعاتك فإنها تزعزع جبال المبادئ، وليست كل مرة تسلم الجرة، الجبل مع كثرة الهزات سيكون حطاما تذروه الرياح.
إيماننا كان سلحفاة في وجوه الفتن، يمشي بطيئا رويدا مكتنزا بالصلابة، أما الآن فإنه سنجاب يهرب كثيرا..
كنت قبل المقال أؤمن بأن القادم أجمل، وأن التفاؤل نصف الحظ، وأن هذه الأيام العصيبة سوف تمضي، كيف لها أن تمضي؟ لا أعلم، المهم أنها ستمضي وما هي إلا قنطرة للوصول إلى الأفضل…
جاءت هذه المقالة لتقول: وما الذي يدريك أن القادم أجمل، ربما يكون أسوأ، ربما يكون حتفك، وربما تكون نهايتك؟
لا وجود للأفضل، بل القادم هو نسخة من مستقبلك وكيف لك أن تتوقع مستقبلا لا يكون انعكاسا لحاضرك؟
بدأ الجبل يهتز، وتسقط صخرات الإيمان الصغيرة، الجبل يحاول أن يتماسك، ولكن المقالة تسدد ضربات في مقتل..
في الواقع، الانتظار هو في الوقت نفسه أمل ورضوخ، (في اللغة الإسبانية كلمة espera (انتظار) ليست بعيدة عن esperanza (أمل).
بل إن بعضهم أصبح يعشق الإنتظار لأجل الإنتظار فقط ولا يريد أن يأتي ما كان ينتظره، يصبح الإنتظار عادة ويتشكل ليصبح له لون ورائحة بل مذاق أيضا.
الكابتن البحار هاغبيرد غيّر مفهوم الإنتظار، فقد اختفى ابنه هاري، وأصبح يكرر (هذا مؤجل للغد).
استقر الكابتن في مرفأ كولبروك لأنه مقتنع أن ابنه سيعود.
وبعد مدة عاد الابن هاري، إلا أن العجوز رفض استقباله واستمر في قوله إنه ينتظر ابنه (في الغد). حتى إنه رمى بمجرفة على رأس ابنه القادم.
إن الكابتن غير مصدق أن هذا الشخص هو ابنه الذي سيأتي في الغد.
لقد تأقلم هاغبيرد مع الإنتظار وتكوّنت علاقة مازوشية بين الإثنين…إنه لا يريد أن يأتي ابنه، ليعيش على وهم (الغد)..
لقد كاد أن يفوز غرينييه في زرع بذرة اليأس في خاطري؛ لكن إيماني بالله أكبر من مقالته، ومن أمثلته، وسأبقى وفيا للفكرة التي تقول أن (القادم أجمل)..
تدوينة جميلة
للوهلة الاولى كنت اظن ان اليأس قد تمكن منك، إلا أنك في النهاية تثبت انه رغم كل شيء ما زال هناك أمل.
مودتي
كلنا على امل ان يكون بالقادم اجمل بل انا على يقين تام بأن الله معي و لن يخيب لي ظن
( الحياة حلوة )♥️?