7ديسمبر

شعثر

شعثر كتابي السابع وهو عبارة عن مجموع شعري ونثري وقد قرأته قراءة نقدية الأستاذةخلود الدوسري فقالت:

بين يدي كتاب (شعثر) لمؤلفه الأديب/ حاتم الشهري وأول ما يلفت النظر إليه عنوان الكتاب المنحوت من كلمتي (شعر-نثر) والنحت وفق ما ذكر الخليل بن أحمد هو” أخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين واشتقاق فعل منها”.

ومن هنا يشعثر الشهري في كتابه بمداد روحه فأنتج لنا هذه الإصدار بمثابة الكُناشة والكناشة كما ورد في المعجم الوسيط هي” الأوراق كالدفاتر تقيد فيها الفوائد والشوارد”.

فجمع ما كتبه من شعر ونثر بين دفتي كتابه ولقد أوضح ذلك في مقدمته للكتاب بقوله:” فقد عنّ لي منذ زمن بعيد أن أجمع ما أكتبه في كتاب واحد سواء من الأشعار أو من النثر…”

وبيَّن أن هدفه من التأليف هو جمع للمؤَّلف لا غير وفي ذلك يقول: “وليس لقيمتها الفنية بقدر ما هو لحفظ الحقوق ولتأريخ التراث الذاتي” وأوضح بأنه التزم في كتابه بترتيب معين إذا يقول:” ولقد رتبت القصائد ترتيبًا هجائيًا وبين كل قافية وضعت نثرًا؛ ليفصل بين كل حرف، وما تبقى من النثر جعلته في نهاية الكتاب” ولأن (شعثر) جمع لما ألفه الشهري شعرًا ونثرًا فقد تألقت شخصيته من أولى صفحاته ففي صفحة الإهداء يفتخر بتميزه وما يمتلكه من حس إبداعي وفي الوقت نفسه يؤكد أنه متوتر وفي حيرة دائمًا:” ترفرف روحي كأنها علم، وملجأ تقبع حياتي بين جند وحرس، صحيح الإبداع أبد يمثل روح عارف، في سبسب وضعت بيدر روحي في خطر الشكوك” وتتجلى خصلة الوفاء للصحب في رده على قصيدة أحدهم:

إن قلبي حافظ لصفييه…بحر قلبي لا تكدره الدلاء

وهو شخصية حزينة يزورها الفرح زيارة غريب يستوطنها الحزن ” أصبحت دولابًا تمر الأفراح فيه ولا تستقر، بل تمر كما تمر المياه…”، “روحي تحفظ الحزن كقربة أعرابي تحفظ الماء له.. الفرح طفل صغير أتى النسر وذهب به ويقماطته بعيدًا” “ويسيطر عليه الحزن دون هوادة ” قوموا إلى حياتكم يرحمكم الله ولا تنتظروا عودتي” ص ١٥

ويخيم الحزن على صدره:

سكبت دمعي على خدي فواحزني…على الدموع التي سالت من الألم

الحزن خيَّم في صدري وقافيتي…كما يخيم أهل السهل في الأُطم

وهو ملهم حساس لأعمق درجة يتمنى ألا يخالط الناس لينجو من الألم

” ليتني جزيرة نائية تحيط بي المياه من كل جانب ولا يدنسني البشر، ليتني حجر أثري عند عالم آثار مسن يحميني من اللمس…” وهو مرهف القلب يبحث عن حبيبة ولم يجد:

فتحت قلبي لكل هوى وإني…على الأيام لم أجد الحبيبا

وهو ذو قلب وديع:

أنا لا أثور لأن قلبي وادع…والحب يكره كل روح ثائرة

وقلبه يضم من الحب الكثير” القلب كالبيت يمر به أناس كثر ويعلق به خلق كثير”ص ٢٨

وأعظم الحب حب الوطن:

فأعظم الحب حب بات يجذبني…إليه موطن أترابي وجلاسي

يا موطنًا في ذرى العلياء موقعه…أوصاف مجدك لا يحويه كُراسي

ويذوب في حب أمه: “ذبت فيها كما يذوب رجل الثلج في الماء”

ولأبيه القدح المعلى من الحب فيرحب بعودته:

ها أنت ترجع من بعد المغيب لنا…أهلًا وسهلًا بكم ياسيد الناس

هذي حروفي من حب تضم على…بعض من الورد والريحان والآس

والعشق موشوم على جسده:

ناقوس حبك مدقوق فلا سمعت…أذني كدقة ناقوس المعاميدي

إسناد عشقك موشوم على جسدي…فهل رأيت كهذا في الأسانيدي؟

وحاجته لعناق المحبوب:

تعال وقرب فإن الحياة…أظلت عليّ بهم ثقيل

تعال فحضنك لي ملتجأ…وبين يديك همومي تسيل

والوفاء خصلة من خصاله:

من فرط ما عشقت نفسي الوفاء لقد…خشيت أن يعتبر من بعض زلاتي

والاعتذار شيمة الأقوياء:

العفو يا منعمي نفسي لقد تعبت…والعين من قبلها باتت على رمد

وقد أسودت الدنيا بعينه:

عن الدنيا التي اسوّدت بعيني…وعن يسر تحول قط عسرًا

ويندب حظه العاثر:

ومالي كلما ناديت حظي…يكفكف رجله ويمد أخرى

تكاثرت الهموم وعيل صبري…فيا الله ما أقساه قهرًا

ويشكو لله ذل الحاجة للرزق:

ماذلني غير رزق صرت أرقبه…كما يراقب أهل الدين شعبان

أشكو إلى الله هم بات يطعنني…والأفق من طعنه بالدم ملآن

دنياي تسحب ثوب الذل تجبرني…على اللبوس وما في اليد نكران

وهو الصديق الوفي لصديقه ” هاني هو التجانس والتكامل ” وتتجلى ثقافته في كتابه فنلحظ غزارتها في ذكر بعض المفردات ” سبسب / إخوان الصفاء/ الكُريث/ عبد الحريث/ البُعيث/ الجُريث/ عبد المدان”.

ويفتخر بطول قامته في الأدب:” فأنا أزعم أنني رجل تفجرت المعاني بين يديه وحوى بين جنبيه ما حواه القمطر… كل من عرفني واقترب مني سيذكرني ولو بعد حين” وينصح من سار على دربه من الأدباء بتجديد الثقافة وتعهدها بالحديث:” أن مزودة كل واحد منا بحاجة إلى تجديد وتبديل وتغيير وتعزيز الموجود بالأدلة والبراهين” ويوصي بالحرص على القراءة ” لابد أن نقرأ أكثر مما نتكلم ونفكر أكثر مما نسمع”

والقراءة وسيلة للرقي ” القراءة نور في الظلمات، وسلاح للإنسان وتشكيل للشخصية” ويؤكد على أهمية جدولة الوقت ” إن تنظيم الوقت وترتيب المهام تسهلان على المرء قضاء يومه بسلاسة وهدوء…”

وبيَّن أن هناك علاقة وثيقة بين الأديب والمكان ” من لا يحسن التعامل مع المكان لا يصلح بأن يكون أديبًا، المكان له عمقه في نفس الكاتب والروائي أيضًا”

ونادى بحرية اختيار الأديب لما يكتب ” إن للأديب الحق هو الذي يتناول ما يشاء متى يشاء …” وأفصح في قصة تكوينه بأنه تأثر بعدد من الأدباء وسار على خطاهم:” وأول من أخذ بيدي في عالم الأدب وأسر لبي، وسكن حشاشتي هو الإمام الثعالبي…ثم الإمام الثاني حافظ السبع المثاني الأديب الشيخ عبدالله بن خميس…والأديب الثالث …زكي مبارك” وبيَّن أنه تأثر بعدد من الكتب في تكوين ثقافته وأدبه” والكتب التي لا أنساها وأثرت في تكويني هي الكامل في اللغة والأدب للمبرد وآداب الملوك ويتيمة الدهر للثعالبي…” ومن جماليات (شعثر) أنه تضمن عددًا من الرسائل الإخوانية بين حاتم وصحبه تتسامى حكمة وأدبًا تستحق أن يفردها في إصدار مستقل لعل أجملها ” أرسلت لطاهر العشماوي:

كسير العظيم يجبر بالتداوي…فكيف يعيش مكسور الفؤاد

فأجابني:

سيجبره الإله بكل لطف…إذا رفعت إلى الله الأيادي

ويلحظ القارئ غلبة النثر على الشعر في هذا الإصدار وقد يعود ذلك لميل حاتم الشهري للنثر أكثر من الشعر.

وتضمن الكتاب عدد ضئيلًا من الأخطاء الإملائية مؤكدا أنها أثناء الطباعة. شعثر كتاب متوسط القطع جاء في ١٢٣ صفحة صادر عن دار تفاصيل الكلم.

 

*كما يمكن طلب الكتاب ومعرفة أماكن توفره سواء على حسب المدينة أو على حسب الفرع من مكتبة جرير من خلال هذا الرابط:

https://www.jarir.com/arabic-books-480941.html

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    تعليق واحد

    1. جدااا حلوووووووو

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *