6فبراير

أعرف وجه اليأس جيدا.

ديواني أعرف وجه اليأس جيدا.

من تقديم د.موسى رحوم عباس:
وأنا متورطٌ في كتاب حاتم الشهري ” أعرفُ وجه اليأس جيدا” لم تفارقني صورة المفكر والأديب الفرنسي من أصل روماني، إيميل سيوران( 1911-1995) هذا المفكر الذي عشق المقابر وصادق القبور، وتلبسته العزلة مبتعدا عن النَّاس، محافظا على مسافة أمانٍ بينه وبين العالم الخارجي، فأبدع لنا ” المياه بلون الغرق” و ” اعترافات ولعنات”… محتفيا باليومي والهامشي منشغلا بأسئلة الوجود المفتوحة حول الحياة والموت والبدء والولادة، وكان يكتب متحررا من كلِّ قَيْدٍ حتى قال:
” الكتب الوحيدة التي يجب أن تُكْتَبَ، هي التي يكتبها أصحابها دون أن يفكروا في القُرَّاء” وهذا ما أعتقد أن الشهري حاتم فعله، فكتابته ومضات ونُتَف تسخر من هذا الوجود، وكل شيء عنده لا ينتمي لليقين بل هو للظنِّ أقرب!
ولا أراه مختلفا عن سيوران الذي يرى أننا ” حين نكون على بعد آلاف الأميال من الشعر، نظل نساهم فيه بتلك الحاجة للعواء، آخر درجات الغنائية”
فكلاهما لا يركض نحو الموت، بل يفرُّ من كارثة الولادة، والتعبير لإيميل سيوران؛ ليصل الشهري إلى أن يكون فزَّاعة عصافير، يخيف الآمالَ والأمنياتِ والعصافيرَ!
وهو مشغولٌ بشكل روحه، وكلُّ أحلامه أن يعيدَ الملابس التي تمشي في الشَّوارع إلى الإنسانية، وفي كلِّ يومٍ يبتاعُ بِزَّةَ صَبْرٍ على طوله؛ ليجدَها في اليوم التالي على قدر كفٍّ!

 

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *