4أكتوبر

ذا نيو موتانتس

لا أعتقد أن هناك فيلم رعب قد فاتني إلا القليل حتى الرديء منها..

هناك شيء يجذبني في أفلام الرعب، وحينما شاهدت إعلان فيلم (ذا نيو موتانتس) بدا لي في بداية الأمر أنه فيلم رعب فلم أتردد في الذهاب لمشاهدته في السينما..

لا أستطيع تصنيفه كفيلم رعب؛ ولكنه عبارة عن خمسة متحولين صغار، والذين يكتشفون قدراتهم الخاصة خلال احتجازهم في بناية سرية رغم إرادتهم؛ بيد أنهم يحاربون للهروب من خطاياهم الماضية ولأجل إنقاذ أنفسهم..

على الرغم من كونه ليس مرعبا؛ لكنه لم يخيب الظن أبدا، بل كان فيلما يحمل رسالة جليلة مفادها أن الخوف نحن

من نغذيه داخلنا..

لقد هالني الحوار بشكل مذهل، إنه حوار كُتب بعناية فائقة، وموشّى بالحكم الخالدة..

هناك تربية في الفيلم من أجل فهم منطق كل شخص فالممثلة بلو هانت التي قامت بدور دانييل مونستار تقول لأليس براغا والتي قامت بدور الدكتورة سيسيليا رييس: (إنني محتجزة هنا) ولكن الدكتورة ترد وتقول: (كلا إنكِ معزولة)، وهذا الحوار يذكرنا بالعميان الذين يصفون الفيل فكل يصفه من خلال ما يمسك به من أعضاء الفيل..

هي تراه حجزا؛ والأخرى تراه انعزالا، وشتان بين الأمرين..

هناك أشياء تقتل لكنها غير حادة، وغير بعيدة أيضا، إنها الأفكار داخل العقول..

الأفكار تقتل وهي قريبة، وهي داخل العقل..

بعضهم يجعل من عقله جنة، وبعضهم يجعله جنة حمراء، إن الخيال نحن من نصنعه ونحن من يتحمل نتائجه..

يقول الفيلم أن هناك دبين داخل كل شخص، دب خيّر، ودب شرير..

أي الدبين يفوز؟

يفوز: من نغذيه.

لقد مر وقت طويل على أن أكتب عن فيلم شدني..

حينما يحترم صناع الأفلام عقولنا ينتجون فيلما مثل هذا، على الرغم من بعض الرسائل السلبية الداخلية التي فيه..

بعض الشخصيات في الفيلم كانت أشبه بالكومبارس، وفي نهاية الفيلم كان هناك ترهل شديد في القصة؛ بيد أن الرسالة العظمى التي أرادها الكاتب قد وصلت..

هناك ترهل في النهاية فقط؛ لكن بالنظر إلى الأفلام والمسلسلات الخليجية فالترهل موجودة من البداية حتى مسك الختام..

أعتقد أن الكتّاب لدينا يستهزأون بعقولنا إذ أنهم نادرا ما يخرجون من كليشة خيانة الزوج، أو المرأة التي تعشق متزوج، أو القريب الذي يحاول أن يستولي على الشركة وممتلكاتها؛ ويكررون هذه الأسطوانة التي مللنا جميعا منها..

المنتجون كلمتهم المعتادة: ليس لدينا كتّاب!!

هناك كتّاب لكن المحسوبيات هي من تضعهم على الرف..

 

*تم نشر هذه المقالة في العدد الواحد والستين من مجلة فرقد:
ذا نيو موتانتس

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *