18يناير

ذا كوليكتر

ذا كوليكتر

إن التلفاز فرض نفسه كمصدر من مصادر المعرفة منذ أن وجد قبل عقود طويلة، ونحن لا نملك إزاء هذا المصدر إلا التلقي لأن عناصر الاتصال غير مكتملة معه

 فهو يعطيك؛ لكنه لا يأخذ منك، وهو يملئ عليك ما يريده دون رغبة منك؛ ولهذا عظمت خطورته، وكثر شره، وانتشر بلائه في الآفاق، ولا أدل على ذلك من قصة سفاح كنساس سيتي روبرت بيرديلا الذي قام بارتكاب جرائم قتل واغتصاب واختطاف وتعذيب ما بين عام 1984 و 1987م وذلك بعد أن شاهد فيلم (ذا كوليكتر) الذي يتحدث عن شابٍ منطوٍ على نفسه كان يقوم بمطاردة الفتيات وخطفهن ثم الاعتداء عليهن وقتلهن، وأعجب المراهق روبرت بيرديلا بالأمر وقرر تقليد الأمر ليصبح اسمه فيما بعد في المجتمع الأمريكي بسفاح كنساس سيتي، وتم القبض عليه لاحقاً وعقد اتفاق مع المحكمة بأن يعترف بجميع جرائمه على ألا يصدر في حقه حكم بالإعدام ووافقت المحكمة على ذلك وقال في اعترافاته أنه عانى من بعض الأمراض النفسية وأنه تأثر بأحد الأفلام (ذا كوليكتر).

إن الأفلام ليست للتسلية فحسب بل هي أداة تغيير وتصنيع فكر بل وحتى صنع موجة رأي عام، والشواهد على ذلك كثيرة.

لابد أن نحذر من التلفاز والأجهزة اللوحية الجديدة ومما يُعرض فيها؛ وأقول في الأخير كما قال الدكتور نصر الدين لعياضي: (وغني عن القول أن وجود مراكز محو الأمية الإعلامية التي تنمي حس الجمهور النقدي تجاه منتجات وسائل الإعلام تشترط القضاء على محو الأمية في المجتمع أولا، ثم توفر مراكز البحث العلمي المختصة في وسائط الاتصال التي تغذيها بالمعلومات والأفكار والبحوث العلمية. إذا، أليس من الأجدى أن نفكر في إدخال برامج تَعَلُّم وسائل الإعلام إلى النظام التعليمي بدل إضاعة الوقت في رفع العقيرة لترهيب الناس من وسائط  الاتصال، ونحن ندري أن الترهيب لا يجدي نفعا والاستغناء عن هذه الوسائط في حياتنا المعاصرة أضحى أمرا مستحيلا؟)

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    11 تعليق

    1. للأسف أصبحت الان وسائل التواصل هي المتحكم الاول في ادمغة البشر حاليا
      و أصبحوا مشاهيرها قدوات و اصحاب رأي و للأسف هناك شريحة من الناس تنجر وراى تلك الاّراء .

    2. صباح الخير ، ان تتلقى فقط امر غريب فذلك يعني انك ملزم بان تلتزم الصمت بكل مايعرض امامك حتى ولو كانت لك بعض الاختلاف معها من وجه نظري ارى انه بعد فتره من الوقت يقنعني بالفكره تدريجيا . التلقي فقط بالنسبه لي هو الموت فلا فائده من رأيي ووجودي حينها !

    3. هو سلبيته من جوانب كثيره منها
      ١- عدم رقابه الاهل
      ٢- عدم الاحتواء و التجريح مثل ( مالك هدف ليه ماتكون نفس فلان و مالك فايده)
      ٣- الاستمرار في متابعه نفس المسلسل او الفلم
      يصير معتاد على هذي الافعال

    4. بما انها مستحيلة الترك ف الواجب علينا ان نتمرن على حسن استخدامها وننشر الوعي الصحيح لكيفية التعامل حتى تصبح نعمة لنا وتعم فوائدها بدل أضرارها . اذا احسنت اختيار مايليق بك لن يرغمك احد على اختيار الفراغ

    5. حقيقه إنسجام عقولنا لِـ محتوى التلفاز او غيره من وسائل التواصل المرئيه، قد تؤثر على واقعنا و خاصةً للذين يُقدّسون كل ما يُعرض عليه و إن كان سلبّي على حياتهم ، وليس بيدنا التحكُم بمحتواه
      فمـن المفترض نشر الوعي الفكري و الإيجابي، لِـ جيل يسعى لتحقيق محتوى وآعي و هـادف

      يعطيك العافيه أستاذ حاتم ابدعت في إختيار الطرح.

    6. صدقت الحين مخاطر التلفزون والاجهزه
      كثرت بسبب التقليد
      يقلدون هذا ويقلدون ذاك ولا في مراقبه
      من ناحية الاهل ذي كلمت البعض (رح تابع التلفزون ولا رح للجوالك )
      هذي الكلمه الي ضرت من وجهت نظري الاطفال
      وبذات صغار العمر يحطونهم علي التلفزون بساعات
      الين مايصيبهم مرض التوحد وبعدين يتفطنون علي ولدهم وهو الغلط منهم بالبدايه
      وبس والله ذي وجهة نظري من ناحية المقال ويعطيك الصحه والعافيه يارب♥..

    7. اصبحت مسؤولية الأهل لمراقبة الابناء اكثر مما سبق فنحن نواجه غزو اخلاقي وفكري ربما لايتماشى مع ديننا وموجتمعنا، فالاعلام العربي عليه تحمل المسؤوليه ايضا فيما يقدم !

    8. التواصل الاجتماعي اصبح مخاطره
      من نفعه الله يحمينا ويحفظنا من كل شر

    9. مبدع موضوع مشوق وواقعي??

    10. روبي العراقي

      احب هالمقال.

    11. التكنولوجيا الحديثة بجميع أشكالها جعلت منا اناس صامتين قتلت الإبداع والفصاحة وابعدتنا عن القراءة الا ما رحم ربي
      ابدعت استاذي

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *