كيف غيرت القراءة حياتي

كيف غيرت القراءة حياتي لآنّا كويندلين.
ترجمة محمد كحال.

آنّا كويندلين كاتبة أمريكية.

أنا لست من محبي الكتب التي تتحدث عن القراءة؛ لأني أحب القراءة، فلا أحتاج إلى كتاب يذكر لي فضائل ومزايا القراءة لأني أعرفها حقا؛ ولهذا أنا لا أنجذب لهذا النوع من الكتب إلا نادرا، ولكن هذا الكتاب كان جديرا بالاقتناء لأن صاحبته كانت شفافة وصادقة في طرح أفكارها إلى أبعد مدى.

صورة لغلاف الكتاب.

مسحة الجرأة التي تكتب بها، هي ما جعلت هذا الكتاب مميزا عن غيره من الكتب في نفس المجال.

هي عاشقة للكتب لدرجة أنها تفوّت ندوة عن كتّاب عصر النهضة وقت دراستها في الجامعة لتتمكن من إنهاء رواية (الأبناء والعشاق) لأنها كانت محلّقة في عالم آخر.

ولقد استمدت حب القراءة من والديها، ولقد أدركت مبكرا أثر الكلمة المكتوبة حينما كانت تشاهد والدها وهو يضحك من أعماق قلبه وكأن هناك من يدغدغه حقا وهو يقرأ بعض الكتب الفكاهية، أو سماع صوت نشيج شديد لأمها وهي تقرأ كتابا يحكي قصة شقيقتين مغرمتين برجل واحد.

لقد انغرس هذا الأمر في أعماق ذاكرتها، وهو قدرة الكلمات المطبوعة على جعل أبيها يضحك، ووالدتها تبكي.

وهي تقول أن هناك طريقتين فقط لتصبح مؤلفا: الأولى أن تكتب، والأخرى أن تقرأ؛ فهي تعلم علم اليقين أن الكتابة نتاج القراءة غالبا.

ولها رأي غريب في قراءة الكتب فهي تقول: (أرني كاتبا واحد يقول إنه استمد إلهامه في الكتابة من الكتّاب العظماء، وسأريكم كاتبا آخرا يقول عكس ذلك)؛ بل إنها تصدّر هذا الفصل بمقولة للكاتب المسرحي إدوارد ألبي (اقرأ أعظم الكتب، لكن لا تهمل قراءة الكتب الأقل عظمة أيضا، فقراءة الأعمال العظيمة محبطة للغاية؛ إذا اكتفيت بقراءة أعمال بيكيت وتشيخوف فستمضي بعيدا وينتهي بك المطاف بالاكتفاء بالعمل في توصيل البرقيات في ويسترن يونيون فقط)، ولا أدري ما الذي يقصده هذا الاقتباس بالفعل، هل يقصد أن الكتب العظيمة لا تعكس الواقع؟ وإنها منفصلة عنه؟ حاولت أن أبحث عن تفسير لهذه العبارة لكني لم أوفق إلى تفسير يرضيني.

ومن أجمل الأمور في الكتاب الفصل الأخير منه، والذي هو قوائم بأسماء كتب للقراءة مثل:

-10 كتب واقعية تساعدنا على فهم العالم.

-10 كتب تساعد المراهق على الشعور بإنسانيته.

-10 كتب لفتاة جيدة المزاج (أو يجب أن تكون كذلك).

-10 روايات حديثة جعلتني فخورة بأني كاتبة.

وغيرها من القوائم الكثيرة التي ذكرتها.

الكتاب ممتع، وبه أشياء كثيرة تستحق القراءة.

الكتاب من القطع المتوسط يقع في 113 صفحة من إصدارات دار شفق، الصادر عام 2020م