الصديق فيصل غمري يطل علينا بمجموعته القصصية الجديدة (محطات)..
المجموعة التي تلت عدة إصدارات مثل مسرحية الرضا وكان وهما ورواية مكعب والمجموعة القصصية حفل تنكري.
هذا ثالث إصدار اقرأه له، وفي كل إصدار يثبت أنه كاتب لمّاح، صاحب لكزات ووكزات، يجيد حبك الثوب القصصي بعناية؛ فثوبه الحكائي ليس مقدودا من أي مكان..
في أغلب القصص تكون النهاية غير متوقعة، وهذا ما نظنه في كل قاص..
قصته متماسكة الأركان ليس فيها ترهل، مشذبة من كل النواحي..
هو يتقن فن التشذيب، كيف لا وهو الذي ألّف مسرحية كاملة يكون فيها الحوار من كلمة واحدة فقط!!
وقد مُثلت هذه المسرحية في مسرح الشارقة ثم ترجمت إلى الماليزية -دون علمه- ومثلت هناك أيضا..
قصصه تلبس الثوب الأسود، فهي تحكي صراخ النفوس الكامن في الأعماق، إنه يتصفح الوجوه ثم يترجم هذا الألم الكامن من خلال قصصه كقصة (سبق صحفي)، و(الشعر الأبيض) و(هشيم)..
ستجد أن المجموعة تغض بمفردات مثل (الموت، الرحيل، هجران، انتحار، جنازة، وفاة…إلخ) لغة حانوتية حزينة تدل على ألم دفين في لغة فيصل، وإن كان يحاول يخفي هذا الألم بابتسامته المشهورة..
هناك ملاحظة على اختياره كثيرا من أسماء الشخوص في قصصه أنها ليست من البيئة المحلية، والأقرب إليها أنه من البيئة الشامية مثل (كامل وأمينة وأدهم..إلخ)..
ومن أجمل القصص التي قراتها (غبش المرايا) فهي تصلح لأن تمثّل كفيلم قصير جدا..
يقول فيصل في تغريدة له: القصة القصيرة جداً روعتها في دهشتها، فإن تخلت القصة عن عنصر الإدهاش أصبحت خبراً من سطر أو سطرين.
ومحطات ملغومة بالدهشة، تكاد تغص فيها بالماء الزلالِ!
هو يعلم أن الدهشة لابد أن تُزرع في القصة؛ وإلا خرجت القصة عن ثوبها القصصي البراق.
هو يمارس النقد جنبا إلى جنب مع كتابته للقصص، ويعرف القالب جيدا، ويعرف حدوده التي لا ينبغه أن يتعداها، أو يتجاوزها..
هذه المجموعة القصصية عبارة عن مشرط “باحث اجتماعي” يشرّح هذا المجتمع ويناقش قضايا مثل التحرش، وانقلاب الدنيا، والحب وعذاباته، وحتى يصل به الأمر إلى بيع الخيبة!
إنه يبيع الخيبات بأحجام صغيرة، وكبيرة.
ما أعجبني أنه تكلم بضمير المتكلم في بعض قصصه، وهذا ما أعطى القصة شاعرية أكبر!
إن الصديق فيصل كاتب قدير، وقاص حاذق، وموهبة تُجدد نفسها باستمرار، وذلك لكونه يمتلك عدسة مكبرة لرؤية محيطه، ورؤية مجتمعه..
إن الذي كتب هذه المجموعة القصصية، يحق له أن يفتخر بها كثيرا..
أحببت التقييم، وتشجعت لقراءة أي من أعماله
شكرا جزيلا للنشر ^_^
كل الإحترام
الشكر لكِ أستاذة ولاء على هذه القراءة،
وأتمنى فعلا القراءة للأستاذ فيصل فسوف
يكون إضافة بلا شك..
كل التحايا لكِ..