6سبتمبر

حين تطرق الكلمات أبواب العالم

لقد أكرمني الله ورأيت أهدافي تتحقق واحدا تلو الآخر.

لقد تعبت حتى أصل إلى هذه اللحظة المميزة والتي لم أكن أعلم أني سوف أصلها ولكن الأحلام تتحق.

في يوم واحد وصلتني ثلاث دعوات ثقافية من ثلاثة دول مختلفة.
وصلت من باكستان والإمارات والبرازيل بهذا الترتيب.

بالنسبة لباكستان فإن الجامعة الإسلامية في حيدر أباد وهي ثالث أكبر جامعة في العالم وجهت لي دعوة لتدشين كتابي (لقد توقفت عن البكاء) باللغة الأردية والتي قامت الجامعة الإسلامية هناك بترجمته مشكورة ويريدون أن يقيموا حفل وأمسية وقراءة ومناقشة حول الكتاب، وهذا أسعدني كثيرا بحكم أهمية وحجم وثقل الجامعة في باكستان وعلى مستوى العالم.

الدعوة الثانية وصلتني للمشاركة في المؤتمر العالمي للفنون – دبي 2025 (Global Art Convention – Dubai 2025) وهو تجمع عالمي يجمع المبدعين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم في إطار من الدبلوماسية الثقافية وتعزيز التقارب المعرفي.
وهذا يهمني كثيرا بحكم نشاطي في الدبلوماسية الثقافية والإعلام والفنون بشكل عام.

أما الدعوة الثالثة فقد جاءت من البرازيل من مهرجان بواسوس دي كالداش الدولي للأدب (Flipoços)، وهو أحد أبرز المهرجانات الأدبية في أمريكا اللاتينية. وقد كان من دواعي سروري أن أتلقى الدعوة بصفتي الضيف الرئيسي للمهرجان وهو شرف كبير أعتز به خاصة مع الفرصة للتواصل مع القراء والمهتمين بالثقافة في البرازيل ولأدشن كتبي باللغة البرتغالية هناك فإنه قد تم ترجمة ديواني: أعرف وجه اليأس جيدا وكذلك ديواني: من أين يأتي هذا الموت كله وقارب على اليابسة.

إنني أنظر إلى هذه الدعوات الثلاث بوصفها محطات مهمة في مسيرتي الثقافية وأجد فيها دليلا على أن الكلمة الصادقة يمكن أن تعبر الحدود وتجد صداها في قلوب الناس في كل مكان.

ثلاث محطات أعدّها رسائل طمأنة: أن الكلمة التي نكتبها بصدق تجد في النهاية قلبا يصغي لها ولو بلغة أخرى وعلى أرض أخرى.

الحمدلله من قبل ومن بعد.

إنني لا أكتب هذا لأتفاخر فما من شيء في الحياة يدوم بما يكفي ليفاخر به الإنسان طويلا.
لكني أكتبه لأقول:
إن التعب لا يضيع.
وإن الحلم مهما بدا بعيدا لا يموت وإن الطريق وإن طال لا يخلو من إشارات صغيرة تقول لك: تابع فهناك من ينتظر كلماتك في مكان ما وبلغة ما.

لقد كانت السنوات الماضية مدرسة في الصبر وفي الشك وفي محاولة تصديق أن ما نفعله ليس عبثا.

ولكل من يكتب اليوم في صمت:

اصبر ثم اصبر ولا تترك الحلم، فإن الأحلام تتحقق

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    2 تعليقان

    1. المحتوى شهادة على أن الكلمة حين تكتب بصدق، تطرق أبواب العالم دون استئذان وهو دليل على أن الموهبة الحقيقية لا تحتاج صخبا، بل تحتاج وقتا وصبرا وإخلاصا.

      ألف مبارك يا صديقي وجاري العزيز أ حاتم هذا الإنجاز الرفيع الذي يعكس حضورك الإبداعي عالميا.
      دعوات ثلاث من قارات مختلفة في يوم واحد ليست مصادفة، بل هي تكريم لما كتبت بروحك لا بحبرك فقط.
      فامض في طريقك، فما زالت أبواب العالم تنتظر طرقات كلماتك القادمة.
      محبك
      فهد

    أضف رد على Hatem Ali إلغاء الرد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *