أيام حرب لبنان كان هناك كمائن اسمها (إعدام حسب الهوية) يتم إيقاف المركبة من قبل ملثمين مسلحين ويسألون كل واحدٍ عن ديانته ويطابقون الجواب مع الهوية ثم يتم الإعدام فوراً.
لا يدري الراكب ما الإجابة الصحيحة عن الديانة كي ينجو، هل يقول إنه مسلم أم مسيحي، وكيف يقول أنه مسيحي واسمه محمد، وكيف ل(جون) أن يختار أنه مسلم؟ وهكذا يتم التصفية حسب الهوية.
من انتصر في حرب لبنان؟ الدم ولا غيره.
هكذا يريد الغرب دولنا، تصبح عبارة عن كمائن إعدام في كل مكان.
هذا ما حاولوا فعله في الخريف العربي؛ لأنه يعز عليهم أن يجدوا هذا الأمن المطلق في السعودية أو في الإمارات أو في البحرين أو باقي دول المنطقة.
إنهم يريدون تحكيم السلاح لا العقل، إنهم يبتغون زرع بذرة الفتنة كما زرعوها في تونس وليبيا وسوريا.
إن فرنسا وشقيقاتها يرفضون احتجاجات (السترات الصفراء) وهم أنفسهم الذين باركوا الخريف العربي.
هم مكشوفين لدى العقلاء منذ الأزل، ولكن بان عوارهم الشنيع في السترات الصفراء إذ صاروا يحبسون المئات كل يوم، ولا أحدثك عن القمع والضرب اليومي في ساحات المظاهرات وأيضا الغاز المسيل للديمقراطية.
العملاء في الداخل يقولون أن الدول الغربية هي صديقة لنا؛ لكنهم نسوا أن الصديق يخون ولا أدل على ذلك ما وقع للحارث بن صعصعة فإنه كان له ندماء لا يفارقهم، وكان شديد المحبة لهم فخرج في بعض متنزهاته ومعه ندماؤه، فتخلّف منهم واحدٌ قد دخل على زوجته (زوجة الحارث) فأكلا وشربا ثم اضطجعا؛ فوثب الكلب عليهما فقتلهما، فلما رجع الحارث إلى منزله وجدهما قتيلين فعرف الأمر فأنشأ يقول:
وما زال يرعى ذِمّتي ويَحُوطُني
ويحفظ عِرضي، والخليلُ يخونُ
فيا عجبًا للخِلِّ يهتِكُ حُرمتي
ويا عجبا للكلب كيف يصونُ
ثم هجر ندماءه واتخذ كلبَه نديما وقال:
فلَلكلبُ خيرٌ من خليلٍ يخونني
وينكح عِرسي بعد وقت رحيلي
سأجعل كلبي ما حَيِيتُ مُنادِمي
وأمنحه وُدّي وصفو خليلي
ومن أجل ألا يضطجع الغرب في بيوتنا وينام مع زوجاتنا فإني أنصح باقتناء كتاب (تنبيه العقلاء للحذر من الأصدقاء) لأن مصادقة مثل هؤلاء طريق وعرة المسلك، شاقة المتكلف يحتاج سالكها إلى أن يكون أهدى من القطا، واحذر من العقعق كما قال ابن حزم.
ولكي نعرف قدرنا الحقيقي عندهم انظر حينما هلك الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن عمر يناهز الأربعة وتسعين عاما فقد قال جورج بوش الابن في خطاب تأبينه أن والده كان لا يحب البروكلي!
تُدمّر ثروات العراق، وتنتهك الأعراض من هذين الشخصين وغيرهما، فلقد كان في العزاء كارتر، وكلينتون وأوباما، وكلهم قد أخذ حصته من العراق خصيصا، ومن الشرق الأوسط عامة، وسي السيد يحدثنا أن المرحوم كان لا يحب البروكلي!
لكي نعرف أقدارنا عند الأمة الأمريكية فنحن لا نساوي حبة بروكلي.
أعتقد أن الغرب كل مايهمه أن نضل في حاجه له كل مايخشاه أن ننهض ونستقل بأنفسنا.
ميزة المجتمع الغربي انه مادي بحت وكل حروبهم لأجل ذلك ومعروف أن العرق الأوروبي عنصري مع باقي الأعراق لذا هم يروون أنهم الأحق بأموال وخيرات العالم والتاريخ يشهد على ذلك.