يقال أن الممثلة سكارليت جوهانسون كانت مرشحة لفيلم (الفتاة ذات وشم التنين)، ولكن الدور ذهب إلى ممثلة أخرى، وسبب استبعادها أنها كانت جميلة جدا والدور لا يحتاج إلى كمية جمال سكالريت.
أحياناً ما يحرمك هو تفوقك وزيادتك عن الحد العادي أو المتعارف عليه وهذا من أغرب الأمور؛ لأنهم يقولون أن الزيادة مثل النقص كما يعبرون عنه أهل القانون: يؤدي النقص في أحد الأصول إلى زيادة مماثلة.
كلما حصلتَ على شهادة أعلى كلما انحصرت فرص توظيفك والسبب شهادتك العليا؛ فالوظائف غير المتخصصة أو التي لا تناسب نوع شهادتك ستُحجب عنك وهذا بفعل مستوى مؤهلك؛ ولأنهم سيتهيّبون إعطاءك بعض الأعمال البسيطة أو بعض المرتبات الزهيدة، فينتظرون ما يليق بك حتى تمشي الأيام ويذهب العمر.
أحياناً أن تبقى على شهادتك البكالوريوس أفضل من حصولك على درجة الماجستير، هذه ليست دعوة للجهل وترك التعلم؛ لكن ليس كل شهادة تفيد، بل عوامل كل شخص تحكم الأفضل له.
ومن نِعم الله على الإنسان أنه يستطيع سماع الأصوات التي بين عشرين إلى ثمانية عشر ألف هيرتز فقط؛ ولذلك فهو لا يسمع دبيب النمل ولا تسبيح الحيتان ولا استغفار الأشجار وإلا لكان رأسه مدينة من الأصوات لا تنام، وهو أيضاً لا يرى كل شيء فهو لا يرى البكتيريا بالعين المجردة ولا يرى انقسام كريات الدم في الجسم ولا ينظر إلى موت الخلايا في جسده كل يوم.
ذات مرة عملت في إحدى المؤسسات وبعد فترة تم تسريحي والسبب أنني أعلى من وظيفتهم وأن متطلبات الوظيفة أحقر من مهاراتي، ومن الغبن أن يستمر شخصاً مثلي في مثل هذه الوظيفة فقلت: قبح الله هذا التميز وهذه المهارات التي حرمتني لقمة العيش!!
أحياناً توهجك يعمي العين، فتحتاج إلى أن تنطفئ كي يستخدموك. لما تحدّث سنمار عن معرفته الجيدة بالقصر رُمي به من الأعلى، والبرامكة لما زادوا في الفضل سُجنوا، وحينما تأنق ابن خلدون في مقدمته أهمل شأن تاريخه.
يقولون في الحروب أن حصار العدو من كل الجهات معناه الموت؛ ولذلك نرى القوّاد العسكريين يقولون: لا تقتلوا مدبرا، بل زادوا على ذلك في نصحهم للعدو بالطريقة المثلى للهرب، كالذي لحق عدوه على خيل فلم يعرف سياستها فقال له: (اضربها على خاصرتها قطع الله يديك) وهذا دليلٌ على عدم تشوّفهم للقتل، ومن هنا أقول: لا تحاصر نفسك بالكمال؛ فإنه العد التنازلي لوفاتك.
*نشر في مجلة فرقد الإبداعية التابعة للنادي الأدبي بالطائف العدد الثامن عشر:
https://fargad.sa/?p=10033