نبدأ سلسلة (كتاب في الميزان) بكتاب (على هامش العقد الفريد) ليوسف أبي رزق الشاعر اللبناني عبد الجمال -كما وصف نفسه- وهو شاعر مطبوع وأديب أثرى المكتبة العربية بعدة مؤلفات.
عمل المؤلف خدمة جليلة للقراء إذ حذف الأسانيد من الأخبار، وأبعد فضول الكلام، وأبقى على المتن متعللاً بقول الحسن حينما حدّث بحديث فسئل: عمَّن يا أبا سعيد؟ فقال: وما نفعك بعمَّن يا ابن أخي؟! حسبك من الحديث أن تنالك موعظته وتقوم عليك حجته.
وهذا خبر غريب عن البصري، ولا أظنه يصح، ولو صح لما وافقناه عليه.
أنا مع الشاعر في حذف الأسانيد -سيما في هذا العصر- ليس زهداً فيها ورغبة عنها؛ بل لأن الأخبار ثابتة في المراجع، ومن أراد النص بأسانيده رجع إليها، والغاية من هذا الكتاب وأضرابه أن يصل للعامة بيسر وسهولة، وهذا الصنيع فيه تلّطف للقارئ المعاصر الذي هجر الكتب والمكتبات ونام في أحضان التقنية والتكنولوجيا.
عمل المؤلف هو حذف الأسانيد وزاد بعد كل خبر ما هو أقرب إلى البحث والتحليل، والنقد والتمحيص، والمشاكلة والتحليل منه إلى السرد الروتيني الممل، والتكرار الكلامي الجاف كما قال.
والحق أنه أصاب كثيرا فيما أورده، ولا اتفق معه في بعض ما جاء به، والكمال عزيز، والنقص وارد، بيد أنه أسدى لنا وللمكتبة العربية صنيعاً حسنا إذ قرّب العقد الفريد، وهذًبه وجمَّله وحسَّنه ببديع تعقيبه، وحسن لفظه، ودقة نظره.
الكتاب من القطع الكبير يقع في ٢٩٥ صفحة من إصدرات دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني وهو صادر عام ١٤١٨هـ.
على هامش العقد الفريد
#أدب #حاتم_الشهري #كتاب #كتاب_في_الميزان #كتابة #كتب #مقال #مقالات #مقالات_عربية #نثر #نقد
جميل جداً