كذبة الأبراج

هل الأبراج علم أم أنها خرافة وكذبة ودجل؟

إن المعرفة لا تسمى علماً إلا بعد أن يكون لها أصول ثابتة، وقواعد، وقوانين وأي معرفة لا تشتمل على هذه الأمور فإنها ليست علما بل تعتبر آراء وتجارب غير ثابتة؛ فالأبراج إذن معرفة وليست علماً؛ فهي غير منضبطة،
لأنها في الغرب تختلف عنها في الصين، فالأبراج الصينية لا تعتمد على اليوم والشهر والساعة كحال الأبراج الغربية بل تعتمد على السنوات فسنة ميلادك تحدد نوع برجك وصفاتك.
الشعر أصبح علماً بعد أن أصبح له أوزان وضوابط يُكتب بها حتى قيل: خير ما يتعلمه المرء علم الشعر.

هناك ممارسات كثيرة خاطئة في التعاطي مع هذا الفن، والاعتماد عليه في تخطيط ورسم العلاقات بل ممارسات أبعد من ذلك شملت التوظيف بناء على البرج.

أعتقد أنه من أراد معرفة سمات الشخصية وسبر أغوار النفس فعليه بعلم النفس البشري، فعلم النفس علم منضبط له قواعد وقوانين وأصول ثابتة.

الوقت الذي ستقضيه في فن الأبراج استبدله في التزود من علم النفس؛ لأنه سيجلّي لك نفسك وستعرف ذاتك، ومن عرف ذاته سهل عليه معرفة الآخرين.

هناك مصلطحات كثيرة داخل فن الأبراج مثل: خريطة الأبراج أو الخريطة الفلكية والطالع، والبرج الحار والبارد والمائي والترابي وغيرها، وما يهمني هو الطالع، وهو كذب محض ولربما يكون ضرباً من التنجيم، ولنا في المعتصم أسوة حسنة في فتح عمورية وكان المنجمون حذروا المعتصم من الخروج لأن ذلك طالع نحس وأنه سوف يُهزم ويُكسر، ونصحوه بالانتظار حتى ينضج التين والعنب لأنه لن يستطيع فتح عمّورية قبل ذلك؛
فلم يسمع لكذبهم وتخرصاتهم فخرج ونصره الله فقال في ذلك حبيب ابن أوس أبو تمام بائته الشهيرة:

السيف أصدق إنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعبِ

حتى يقول:

والعلم في شهب الأرماح لامعةً
بين الخميسين لا في السبعة الشهبِ

أين الرواية بل أين النجوم وما
صاغوه من زخرف فيها ومن كذبِ

تخرصا وأحاديثا ملفقةً
ليست بنبعٍ إذا عُدّت ولا غربِ

سبعون ألفا كآساد الشرى نضجت
جلودهم قبل نضج التين والعنبِ

الأبراج معرفة لا تزيدك إن علمتها، ولا تضرك إن جهلتها.