لقد كذب الذي قال أن الحياة سهلة مع الذات!
نتحرك بها: نضحك/ نغضب/ نحب لكننا لا نعرفها تمام المعرفة وفور تراكم الخيبات أو ازدحام الأسئلة يبدأ البحث: من أنا؟
هنا: قد يكون اختبار الإنياغرام (Enneagram) أشبه بخريطة لا تختزلنا لكنها تضيء بعض الزوايا المعتمة.
الإنياغرام نظام نفسي قديم جديد يصف تسعة أنماط رئيسية للشخصية كل منها يحمل رؤيته الخاصة للحياة وآلياته في التعامل مع الحب والخوف ومع الجرح القديم الذي نحمله دون أن نعيه.
الهدف من الاختبار هو الفهم: لماذا نفعل ما نفعل؟ ما الذي يحركنا حقا؟
وغالبا ما يتم تقديم النتيجة على شكل “نمط أساسي” مع تأثيرات من أنماط جانبية تعرف باسم “الأجنحة” (Wings).
البعض يهرب إلى الكمال/ البعض يبحث عن الحب/ وآخرين لا يشعرون بوجودهم إلا من خلال الإنجاز أو السيطرة أو الانسحاب.
ما يلفت في هذا النموذج أنه لا يعطي أحكاما: إنه يفسر.
لا يقول لك بصيغة جامدة “من أنت” إنما يساعدك على تمييز الصوت الأصلي وسط ضوضاء “الأحكام”.
فقد تكون “المصلح” الذي يسعى للعالم المثالي أو “المساعد” الذي لا يشعر بقيمته إلا من خلال العطاء أو “الفنان” الذي يرى في العالم مسرحا من الرموز والمعاني ويشعر بكل شيء أكثر من اللازم.
وسواء كنت فنانا مبدعا أو باحثا منطويا أو قائدا جريئا فإن كل نمط في الإنياغرام يقدم لك خريطة لفهم دوافعك العميقة وتطوير ذاتك.
النموذج هذا مرآة والمرآة قد تكون مؤلمة في البداية؛ لكنها ضرورية لمن يريد أن يرى وجهه الحقيقي، لا صورته أمام الآخرين.
لمعرفة نمطك: جرب أحد اختبارات الإنياغرام الموثوقة فهناك اختبارات مجانية على النت وبعضها مدفوع المهم أن تأخذ التجربة كدعوة للتأمل لا كحكم نهائي.
ربما تدرك أنك لست وحدك، وأن نمطك متكرر في هذه الحياة الشاسعة ومن خلال البحث ستدرك أن هناك شخصيات مشهورة جدا في التاريخ تحت كل نمط: إذن لست وحدك.
لا تخف من السؤال، ولا تتعجل الجواب.
في داخل كل إنسان شيء فريد/ خام/ هش وقوي في آن شيء لا يمكن أن يعاد إنتاجه أو نسخه.
الإنياغرام لا يمنحك هذا الشيء لكنه -ربما- قد يشير إليه..والباقي… هو مسيرتك أنت.
ابدأ رحلتك اليوم:
ففي النهاية لا أحد يشبهك تماما: ولا أحد يمكنه أن يروي قصتك سواك.
أنا قبلك بدأت رحلتي وعرفت نمطي وتصالحت معه، السؤال لك:
ماذا عنك هل تستطيع معرفة نمطك والتصالح معه؟
