1مايو

أحمل عود ثقاب

أحمل عود ثقاب
أريد حرق حياتي!
في قبضتي الصغيرة
يرتجف الضوء.
لهيب هشّ:
أضيق من شهوة ورجاء..
أنا شرارة لا تصنع صباحا!
في داخلي يتنفس حطام فاني..
صوتي قمرٌ مغسول بالتراب،
قدماي تتكئان على فراغٍ
يضحكان كلما حاولت الوقوف..
النار لا تشتعل إلا فيما هو حي،
وأنا؟
رماد ينتظر!
أحمل عود ثقاب كمن يحمل شتيمته الأخيرة.
أحرق حياتي لأسمع الهدير الخافت/
للموسيقى المنسية داخل عظامي.
أحرقها كي أنسى الكلمات،
من هذا الحريق يولد صمت آخر:
حديقة من رماد،
جلدي لا يحترق:
أجيال من الصمت تحته..
دون أن أودع أحدا
أحمل عود ثقاب:
قبلة حمراء على جبين العالم الأسود
افتح النافذة على ريح النهاية لتأكلني بلا ملح..
حينما تشتعل النيران أتذكر
كل أسلافي الذي ماتوا واقفين.
أبحث عن حلم ضاع في العشرين
عن اسم تبخر في الهزائم..
أحمل قبري في فمي
أنقضُّ على اسمي
أمزقه بأسناني
وأبصقه في وجه الوجود..
ربما…ربما
أشعلت الثقاب
لأرى الجحيم الذي أنا فيه!

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *