الندم على الأمومة

الندم على الأمومة عشر نساء يروين قصصهن لستيفاني توماس نقلته من الفرنسية كارول حداد.
الكتاب من القطع المتوسط يقع في 132 صفحة من إصدارات هاشيت إنطوان عام 2022.

لعله من أغرب الكتب والموضوعات التي قرأتها؛ ولكن لطالما كنت مهووسا بما خلف السطور، وبمالمسكوت عنه، وبالرواية غير الرسمية للأشياء، ولذلك اقتنيت هذا الكتاب لأسمع وجهة النظر الأخرى؛ لأنه من المعلوم بالضرورة أن معظم الأمهات يعشقن الأمومة -أو على الأقل- لا يصرحنّ بعكس ذلك، وقد يكون من المحرمات في كل الثقافات أن تكره المرأة “الأمومة” ولهذا جاءت المؤلفة لتتحدث عن هذا الأمر الذي قد يصدر من بعض النساء وهو الندم على الأمومة.
قررت المؤلفة الكتابة عن هذا الموضوع من خلال مقابلة نساء ندمن على أنهنّ أصبحن أمهات، ولكن هذا الأمر لم يكن سهلا لذلك استعانت بمنتديات النقاش على الإنترنت، نشرت دعوة تطالب فيها بنساء يشعرن بهذا الشعور، وسرعان ما تلقت أكثر من ثلاثين ردا  من سيدات مختلفات من حيث الأعمار والمهن وعدد الأطفال.
يتبادر إلى الذهن لماذا الندم؟
لأن بعضهنّ لم يكتشفن إلا بعد الإنجاب أن الأمومة لم تناسبهن. كما أسرّت لها بعض النساء بأنهن يشعرن بأن هذه المسؤولية ثقيلة للغاية بحيث يتعذر عليهن حملها على الرغم من أنهن يبذلن قصارى جهدن في سبيل هذه الغاية ويحببن أطفالهن قدر استطاعتهن.

وتقول إحدى الباحثات في هذا الموضوع: إننا نعيش في عالم تندرج فيه الأمومة ضمن الترتيب الطبيعي للأمور؛ إذ يعتبر المجتمع أن منح الحياة هو الهدف الوجودي لكل امرأة. ببساطة جميعهن يحملن الأعضاء البيولوجية ذاتها؛ لذا من المفترض أن يكون لجميعهن نفس الأحلام والاحتياجات والقدرات نفسها.

كثير من النساء اللواتي تحدثن في هذا الموضوع أصررن مرارا وتكرارا على أن ندمهن لا يتعلق بأطفالهن؛ بل بمؤسسة (الأمومة) نفسها التي يرين أنها تقيّد وقتهن وحريتهن واستقلاليتهن!

الحقيقة لم تكن مفاجأة شهادات تلك النسوة بشكل كبير لأنهن في الأخير -بشر- وليس كل النساء قادرات على حمل هذه الأمانة “الأمومة”.
نعم هذا ليس المعتاد والطبيعي ولكن يجب أن نعترف أن الأمومة في كثير من الأحيان “أكبر” من بعض النساء.
ما رأيكم أنتم في هذا الموضوع؟ هل تجدون أن الندم على الأمومة أمر مطروح على طاولة النقاش؟