لقد أهداني السفر أصدقاء من كل أنحاء العالم ولذلك بعد كل أمسية شعرية أو معرض كتاب نتبادل معرفات بعضنا في مواقع التواصل، وأكون حريص على متابعة محتواهم لاسيما من البلدان التي ليست قريبة منا ولا نملك الكثير من المعلومات عن حياتهم اليومية.
لقد اكتسبت أصدقاء كثر من القارة الإفريقية “جنوب إفريقيا، واوغندا، وإثيوبيا، وموزمبيق وساحل العاج، وغيرها من الدول، فاكتشفت أن محتواهم مختلف ومغاير ولكنه الاختلاف المحبب، إنه لا يشبه محتوانا نحن العرب، محتوى لطيف يتم إظهار فيه الإنسان وقيمته مصحوبا دائما بالموسيقى، الشعب الإفريقي يحب الغناء والرقص فالموسيقى جزء أصيل من الموروث، إنهم يبعثون الحياة في النفوس.
وكذلك لدي أصدقاء من البرازيل وكوبا والإكوادور وإسبانيا ومحتوى أصدقائي من الذين يتحدثون الإسبانية مشحون بالابتسامة، لا تكاد أي صورة ينشرونها إلا وتجد البسمة الكبيرة على وجوههم، بل إن صديقتي الشاعرة من الإكوادور عاتبتني على أحد صوري لأني كنت مبتسما ولم تظهر أسناني، وعندها أن هذه البسمة ليست جيدة بما يكفي!
وشعرت بأن أمريكا اللاتينية قريبين جدا منا ومن ثقافتنا ولديهم حميمية في العلاقات وحرارة في التواصل أكثر من غيرهم.
وعندي أصدقاء من اليونان وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية وهؤلاء ليسوا غرباء عني لأننا -بالجملة- نتلقى المحتوى الأوربي بصفة عامة سواء عن طريق الوسائط الرقمية أو الوسائط التقليدية ولكني لاحظت أن محتواهم يشوبه شيء من السياسة حتى ولو كانوا شعراء أو كتّاب أو حتى موسيقيين.
ومن نافلة القول أني لا أعمم بل أتحدث عن محتوى أصدقائي فحسب.
وقد يسأل سائل هل المحتوى الذي يتم نشره من خلال مواقع التواصل يعكس ثقافاتهم؟
والجواب: أني أعتقد أنهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي كنافذة لنشر وإشهار ثقافاتهم وموروثهم، وقد يكون موجَّهًا لإظهار صورة معينة أو تلبية توقعات الجمهور، وأنا أعلم أن الخلفية الثقافية والمجتمع الذي ينتمي إليه الشخص يؤثران على نوعية المحتوى، وربما قد يميل البعض إلى نشر ما يعتقد أنه سيُرضي الجمهور أو يتماشى مع المعايير الاجتماعية السائدة، وكذلك لا يغيب عني الاتجاهات السائدة على الساحة “الترند” فقد يشارك الفرد محتوى يتماشى مع هذه الاتجاهات حتى لو لم يعكس بالضرورة هويته الحقيقية.
ولكن بالمجمل نستطيع القول أن مواقع التواصل هي النسخة الرقمية من الشخص، سواء رضي بذلك أو سخط.
المحتوى المغاير
#أدب #الكتابة #المحتوى #المحتوى_المغاير #صناعة_محتوى #قبضٌ_من_الريح #مقال #مقالات #مقالات_عربية #مواقع_التواصل