1يناير

رحلتي نحو الذات في 2024

العالم في هذا العام 2024 كان مشغولا بالحروب العالمية وكانت الأخبار محمومة بالدم والجراح وأخبار المعتقلين وهلم جرا؛ لكن حربي الداخلية بيني وبين نفسي كانت سلمية وإن كانت تحمل اسم “الحرب الأهلية” فأنا الجاني والمجني، وهذه الرحلة وإن كانت طويلة إلا أنها من أكثر مساعي الحياة عمقا.

هدف اصلاح النفس ليس هدفا خاصا بسنة 2024 بالنسبة لي بل هو هدف قديم جديد، يتجدد معي كل سنة؛ فكما يهتم الفرد بإصلاح ظاهره فالأولى إصلاح باطنه، ولا أزعم أني نجحت في ذلك ولكن لي شرف المحاولة على الأقل، وهذا ما يُطلق عليه: الوعي الذاتي، والمراد بالوعي هي اللحظة التي أدركت فيها أن الشخص من خلال: أفعاله أو أفكاره أو عاداته يمكن أن يتطور نحو الأفضل.
حينما كنت ضيفا في إحدى اللقاءات سألني المقدم: من هو حاتم؟ قلت أتمنى أن أكون “إنسانا” لأن الإنسانية بعيني هي أعلى وأشرف الألقاب والرتب.
كل الألقاب تذهب وتزول إلا لقب الإنسانية يجب أن يكون معك ملازما ومرافقا لك دائما.
إني في محاولة دائمة لترويض نفسي والترويض بمفهومه العام: التقويم والإصلاح والتعديل من خلال ماذا؟ من خلال القراءة والتعلم وسؤال أهل الاختصاص في تطوير الشخصية.
هل وصلت لأفضل نسخة من ذاتي؟
لا أعتقد ذلك، ولكن هذه النسخة هي أحدث نسخة تم تطويرها بجهود كثيرة وحثيثة.
أرفض جميع أشكال العنصرية والتحيز، وأؤمن باحترام وحماية حقوق الإنسان، وأعلي من قيمة الاحترام.
هذبني السفر وجعلني أكثر تقبلا لجميع الأطياف، وأصبحت آفاقي واسعة لتحمّل وتفهّم وجهات النظر الأخرى لأن الحديث مع الناس من مشارب مختلفة زاد من فهمي لتعقيدات الحياة.
أصبحت أقل في إصدار الأحكام، وأيقنت أني أفعل الصواب بناء على ما توفر لي من مصادر، وأنه لا يوجد صواب مطلق إلا ما ندر.
أكثر من دعاء اللهم اهدني إلى أحسن الأخلاق فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا أنت.
لم أعد أناقش للفوز بالنقاش أو فرد عضلاتي المعرفية، بل صرت أتجنب النقاش والجدال قدر الإمكان لعلمي بأن كثير من الناس لا يملكون الأهلية الكافية لروح النقاش الحر والمنفتح، وأيضا استمرت معي العادة القديمة في عدم الخوض في كل الأحداث وبسط الرأي في كل مسألة عامة؛ فالصمت أوسع لي وهناك من يكفيني مؤونة الحديث.

أحاول أن أتجدد بالبحث لأترقى أكثر وأكثر..وربما السؤال الأهم ما الإنسانية الكاملة في نظري؟
باختصار: أن تلتزم وتحترم حرية الآخرين كما تحترم وتلتزم بحريتك، وإن لم تفد الناس فمن الواجب ألا تضرهم.
متى تنتهي رحلة التطوير؟
إذا رضي الإنسان عن نفسه!

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *