18سبتمبر

ما الغاية من صنع المرايا؟!

ما الغاية من صنع المرايا؟!

لا شك أن الذي اخترع المرآة نرجسي!
أتجاوز بسرعة أي مرآة أراها، وكأني لا أريد أن أرى نفسي..
وقد تخيّلتُ لو أنها غير موجودة، كما فعل كونديرا بروايته “الخلود” عندما قال: “تخيل أنك عشت في عالم ليس فيه مرايا. كنت ستحلم بوجهك كنت ستتخيله كنوع من الانعكاس الخارجي لما هو في داخلك بعد ذلك، افرض انهم وضعوا أمامك مرآة وأنت في الأربعين من عمرك.. تخيل جزعك! وكنت ستفهم بصورة جلية ما ترفض الإقرار به: وجهك ليس أنت”.
لكنّي أجد في مبنى العمل عند المصاعد هناك ثمانية مرايا على كل مصعد مراية!
أنا مضطر كل يوم أن أرى نفسي والآخرين من أبناء آدم وحواء..
تخيلوا فظاعة المنظر!
كل يوم أرى إخوتي في “الإنسانية” كلما أردت المصعد..وكل مرة
اسأل نفسي: ما الهدف من المرآة؟
ألا يكفي كل هذا الغرور والهوس بالذات بدون المرايا؟
هل نحن “ناقصين” مهووسين بالمظهر؟
إنها تجعل الفرد مجنون بالمظهر ويتم مفاقمة الأمر نحو هذا الاتجاه يوما بعد يوم..
في هذا العالم المادي نكاد أن ننسى هويتنا ونعمل على تصليح وتهذيب المظهر الجسدي دون تحسين الصفات والسمات الباطنية.
أسوأ شعور تمنحك إياه المرآة هو الحكم على الذات، وتعزيز مشاعر عدم الكفاية والرضا..
أظن أنها تعطي شعوراً مشوهاً عن الواقع..
ربما لا يوجد في جوهر المرآة: راحة
هناك: عبء ثقيل..

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *