10أغسطس

لويس هرنانديز كامريرو

يقال أن لويس هرنانديز كامريرو الشاعر البيروفي امتنع عن نشر قصائده، وكان يكتب قصائده في دفاتر ويوزعها على أصدقائه أو المارة تعبيرا عن هامشيته.
كان أحيانا يكتب على المناديل والأقمشة دلالة على أن الفكرة الشاعرية متى ما حضرت دوّنها كما هي على أي وسيلة متاحة عنده لحظة الإلهام الشعري.

تأملت كثيرا في هذه العبارة “امتنع عن النشر” وكأني به يكتب للمتعة فحسب.

لم يكن يبحث عن الشهرة أو المال أو حتى التأثير.
لم يهتم لأرقام المبيعات ولا أرقام طبعات الكتب ولا إقامة حفلات توقيع ولا حتى ترجمة قصائده، وبالطبع لم يفكر في وكيل أدبي له!
كان يكتب للمتعة التي يجدها في فعل الكتابة والدليل أنه كان يوزعها على المارة لأنه لم يكن يرجو من المارة شيئا.
علينا إعادة النظر كثيرا في دوافعنا للكتابة..
لا أقول إنها غير نزيهة ولكن على الأقل فيها ما فيها..
مواقع التواصل سمحت لثرثراتنا الهامشية الظهور للعلن؛ تلك الثرثرات التي لا تصلح حتى للجلسات الخاصة أو الودية..
نهاية شاعرنا البيروفي لم تكن سعيدة لأنه ارتمى تحت عجلات مترو بوينوس آيريس عام 1977.

العجيب أني أقول هذا الكلام وأنا مكثر في النشر؛ ولكن ربما تكون هذه موعظة علنية لنفسي للتفكير في دافع الكتابة..وكذلك لطرح السؤال عليكم:
لماذا نكتب؟

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *