وصلتني دعوة كريمة من جمهورية الصين الشعبية للمشاركة في المهرجان الدولي لشعر الشباب دون السن الأربعين من 17 يوليو إلى 24 يوليو في مدينة بكين وهانغتشو.
الحقيقة أن اللجنة المنظمة للمهرجان مهتمة بشكل كبير بالضيوف والتفاصيل الدقيقة مثلها مثل اللجان في المهرجانات الأخرى لكن ربما هذه المرة هم حريصين أكثر ودقيقين أكثر وهذا دليل على شدة الاحترافية عندهم.
تم ابلاغنا بأن هناك حفل افتتاحي وحفل ختامي للمهرجان ويجب على كل شاعر ارتداء الزي الوطني لبلده في هذين الحفلين.
وطلبوا منا بكل أدب ولطف نسختين من كل كتاب صدر للشاعر من أجل إيداع نسخة في متحف تشجانغ للأدب، ونسخة في المتحف الوطني للأدب الصيني الحديث.
أبلغونا بأن المقعد المحجوز لكل ضيف في الطائرة هو المقعد الذي بجانب النافذة، وتستطيع تغييره في حال أردت ذلك.
تعجبني هذه التفاصيل الصغيرة.
لقد كثفت قراءتي هذه الأشهر في الأدب الصيني وكذلك التاريخ الصيني حتى يكون لي خلفية ولو بسيطة عن الثقافة الصينية العريقة.
كانت رحلتنا من الرياض على أبو ظبي ثم من أبو ظبي إلى شنغهاي وحينما وصلنا إلى شنغهاي ركبنا الباص إلى مدينة هانغتشو التي كانت تسمى في كتب الرحلات العربية القديمة (الخنساء)، وكانت المسافة بالباص 3 ساعات.
وصلنا وكان عدد المدعوين أكثر من 72 شاعرا من 9 دول هي دول البركس (الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا واثيوبيا والسعودية ومصر والإمارات).
كان اليوم يوم افتتاح المهرجان مهيبا وعظيما لأننا رأينا المسرح والغناء والفلكور الصيني العريق مع كلمات رسمية وأيضا قراءات شعرية لستة شعراء من ستة دول.
اليوم الثاني كان الحفل الخطابي والذي ألقى فيه أكثر من عشرين شاعرا خطابات مختلفة عن ماهية الشعر والتجديد فيه وأهميته وما مستقبل الشعر.
في هذا الحفل ألقى رئيس جمعية الكتّاب الصينين كلمة رائعة أعرب فيها عن ترحابه بجميع الشعراء الشباب وأن هذا المهرجان هو النسخة الأولى منه، يأتي هذا المهرجان بعد 39 عاما من إنشاء جمعية الشعراء الشباب في الصين، وأكّد على أن المشاركين اليوم هم شباب ولكن البعض منهم سيكون ذا شأن في المستقبل وسيكتب البعض قصائد خالدة للأجيال.
لقد تم توزيع كتاب لجميع المشاركين فيه نبذة عن كل شاعر مشارك وكذلك قصيدة له مترجمة إلى اللغة الصينية في طبعة مهيبة.
لقد كان هذا المهرجان عظيما لأنه مد جسور المعرفة بيننا وبين الشعراء من مختلف البلدان، والعجيب أني قابلت شاعرة اسمها آنا من البرازيل نشرت ديوانها لدى الدار التي نشرت فيها ديواني باللغة البرتغالية في البرازيل، حقا إنه عالم صغير.
لقد أهدونا صورة جماعية لجميع المشاركين، وكانت لفتة رائعة جدا.
لم أستطع اكمال المهرجان والذهاب إلى بكين بحكم ارتباطاتي وكنت أتمنى لو أني ذهبت وأني ألقيت قصائد على سور الصين العظيم، ولكن ربما ذات يوم.
لقد سعدت كثيرا بهذه الدعوة الكريمة..ودائما وأبدا على دروب الأدب نلتقي..