25يونيو

فيلم The King Tide


ذهبت لأشاهد فيلم (The King Tide) في السينما ظننت أنه فيلم رعب ولكنه لم يكن كذلك، وإن كانت فكرته مرعبة حين يُظهر لك هذا الفيلم بشكل جلي وواضح قدرة الإنسان على الشر وتكيفه معه بل إن الإندماج في مجتمع ما يجبرك على اتباع أفكاره ومنطلقاته مهما كانت منحرفة أو شاذة أو حتى منافيه للعقل والإنسانية، ودوما هناك مسوغات سخيفة لكل الأعمال الشنيعة.

هذا الفيلم أدى رسالة حينما خلق مجتمعا معزولا في جزيرة بعيدة عن البر وبعيدة عن الناس.

مجتمع صغير كل أفراد الجزيرة يعرفون بعضهم ويرفضون استخدام أي وسائل تربطهم بالبر أو مع الأشخاص هناك، ولديهم اكتفاء ذاتي بكل شيء.

مجتمع يبدو هادئا من بعيد، وأفراده متكاتفين ومتضامنين ما دامت الرياح تهب على رغبتهم، ولكن

حينما تتضارب المصالح تظهر حظوظ النفس وتظهر هشاشة هذا المجتمع وهذا التكاتف.

في هذا المجتمع المكون من عدة عوائل قليلة ومن تعداد سكاني لا يتجاوز العشرين شخصا يكون الخروج عن رأي العمدة أو رأي الأغلبية كفرا! وعقاب هذا المرتد أو المنشق ليس بالصمت العقابي أو النبذ وإنما بالموت حرقا.

إن هذا المجتمع المتخيل في الفيلم يؤكد على أن رأي

الأغلبية نافذا وإن كان خاطئا ومتطرفا..رأي الأغلبية

يُسقط كل الآراء المخالفة ويسفهها ويسفه أصحابها.

يجب على كل الآراء أن تبقى تحت غطاء “المنظومة”..

ماذا سينبت في هذا المجتمع المنغلق؟

بلا شك سينبت الكذب ولن يكون للصدق أي مكان لأن كل واحد يتحسس رقبته.

هذا الفيلم يؤكد قوة الجموع، وأن الجموع عاطفية وليست عقلانية، وكما قال لوبون: الناس تريد سماع ما تريد، وليس الحقيقة، فالذي يُسمعهم ما يريدون يتبعونه، والذي يقول الحقيقة يُسقطونه.

في نهاية الفيلم يموت صاحب التأثير على الأغلبية فيموت الكل كناية على أن موت الفكرة تميت كل شيء خلفها.

ربما في بعض الأحيان يموت بريق الفكرة بموت صاحبها لأنه الوحيد الذي كان يمنحها هذا البريق.

صحيح أن الأفكار لا تموت؛ ولكن ليس هذا على الإطلاق، وعندي أن بعض الأفكار تموت كما يموت البشر

فكما أن الخلود يحالف بعض البشر فالأفكار كذلك.

على كل حال: كفانا الله شر الجموع.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *