23يونيو

الثبات الإنفعالي

في ظل هذا الوقت المليء بالضغوطات والمزحوم بالدوافع السلبية يبرز لنا مفهوم هو مفهوم الثبات الانفعالي.

والثبات الانفعالي هو: القدرة على السيطرة على مشاعرك وانفعالاتك الخاصة في المواقف المختلفة، بمعنى أنك تحسن التحكم في ردود أفعالك العاطفية في المواقف المختلفة ولا تسمح لمشاعرك تأثر على تصرفاتك بالسلب.

إنه جانب حاسم من الصحة العقلية، ويشمل سمات مثل المرونة ورباطة الجأش والنظرة الإيجابية، وغالبًا ما يكون الأفراد الذين يمتلكون الثبات الانفعالي مجهزين بشكل أفضل للتعامل مع التوتر والحفاظ على علاقات صحية وتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية.

ينبغي لمن يريد أن يكون صاحب ثبات انفعالي أن يمتلك المرونة والتي هي القدرة على التكيف؛ لأنهم يتعافون من النكسات بشكل أسرع وأكبر من الآخرين لأنهم ينظرون إلى التحديات على أنها فرص نمو، ولديهم استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر مثل اليقظة الذهنية وممارسة الرياضة وكذلك طلب المساعدة من المختصين أو من المقربين كالأصدقاء وغيرهم.

إن التنظيم العاطفي مهم جدا لمنع التقلبات المزاجية الشديدة لأن العواطف تحتاج مواجهة بطريقة متوازنة وتجنب المبالغة في ردة الفعل تجاه المواقف، لأن الهدوء والمحافظة على سلوك هادئ في المواقف العصيبة يساعد في اتخاذ قرارات عقلانية والحفاظ على الجو الإيجابي النفسي للفرد وللمحيط بشكل عام.

قد يكون التفاؤل من أبرز وأهم الصفات التي تساعد في الثبات الانفعالي لأن التفاؤل يحافظ على الأمل حتى في أحلك الظروف وفي الأوقات الصعبة، لأن التفاؤل يجلب الامتنان، والامتنان مهم للاعتراف بالأشياء الجيدة في الحياة وهذا الامتنان يساهم في تحقيق السعادة والرضا بشكل عام.

لا يمكن أن تكون متحكما بانفعالك ما لم يكن لديك فهم عميق لمشاعرك ومحفزاتك وآليات التكيف مع هذه المشاعر، هذا التحكم يتيح الفهم الواعي إلى سبر أغوار الذاتية للفوز بـ البصيرة، والذي من لوازمه النمو الشخصي وتحسين الداخل وترميمه لأن الفهم يقود إلى التأمل في الأنماط والسلوكيات العاطفية ومعالجتها.

يرتبط الثبات الانفعالي بانخفاض مستويات القلق والاكتئاب؛ لأن الأفراد المستقرين أقل عرضة للتعرض للإجهاد المزمن أو الإرهاق العاطفي، مما يساهم في الصحة العقلية العامة، وكذلك يؤدون الأعمال بشكل أفضل في العمل بسبب قدرتهم على التعامل مع التوتر، والحفاظ على التركيز، والحفاظ على علاقات إيجابية مع الزملاء.

أعتقد أن البداية تكون دائما من الداخل، فحتى تفهم الآخرين، أنت بحاجة لفهم ذاتك، والسيطرة عليها وعلى انفعالاتها.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *