18يونيو

أنا أفهمك

أنا أفهمك

العبارة التي قالها نيتشة في تورينو في إيطاليا عام 1889 بعد أن شاهد رجلا يضرب حصانا.

تغلبت عليه العاطفة وألقى ذراعيه حول رقبة الحصان قائلا: أنا أفهمك.

وكانت هذه بداية انهياره العقلي.

إنها عبارة عميقة وعظيمة؛ لأن الفهم يجسّد جانبا أساسيا من الوجود الإنساني.

الفهم بين الناس يعبّر عن الرغبة العميقة في التواصل، إنه أعظم مظاهر التفاعل الاجتماعي.

ماذا يعني أن تكون مفهوما؟

يعني الاعتراف بمشاعرك وأفكارك وتجاربك وقبولها من أجل الشعور بالقيمة والانتماء.

هذا الفهم يؤكد للفرد وجوده وأن هذا الوجود مهم وأن وجهة نظره موضع تقدير.

الفهم يبني الجسور بين الناس، والفهم هو اللبنة الأساسية لخلق وبناء أي مجتمع.

الفهم يساهم بالشعور بالانتماء وهو حاجة إنسانية أصيلة؛ لأنه يطمئن الأفراد بأنهم ليسوا وحدهم وأنهم جزء من كل.

الفهم يجلب التعاطف؛ لأن وضع الإنسان نفسه في مكان الآخر ليرى الأمور بمنظوره ومن خلال منطلقاته يخلق جوا دافئا من التعاطف، وهذا التعاطف يعزز العلاقات بشكل ممتاز.

الفهم يحسّن ويعظّم احترام الناس لذواتهم، ويشعرون بثقة أكبر في أنفسهم وفي قدراتهم، كما أن الفهم يقلل من مشاعر العزلة والوحدة.

الفهم يخفف الصراع وسوء الفهم، إن السعي إلى التفاهم يمكن أن يساعد في حل النزاعات وتعزيز وتوطيد الانسجام، بالإضافة إلى أنه يساعد في بناء الثقة في العلاقات مما يؤدي إلى التعاون الفعال.

الفهم يشجع الناس أن يكونوا على حقيقتهم دون الخوف من الحكم عليهم.

في هذا العالم المتعدد الثقافات يعد الفهم أمرا بالغ الأهمية لأنه يعزز الشمولية واحتواء الخبرات المختلفة.

من خلال الفهم يمكن للأفراد تعزيز احترامهم لذواتهم، وحل النزاعات، والمساهمة في مجتمع أكثر تعاطفا وتماسكا.

للفهم أثر كبير في التواصل العميق، والتعاطف الحقيقي في حياتنا.

ربما كان الأمان سابقا من أهم الأمور، لكني أعتقد أن الفهم أكثر أهمية.

كلمة أحبك كانت دافئة في الأزمان الماضية، لكن الأكثر دفئا الآن: أنا أفهمك.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *