13يونيو

لا يمكنك إنقاذ الموتى!

لطالما كان هاجسي سابقا هو تقديم العون والمساعدة لمن أظن أنه بحاجة لها، أو أظن أن لدي أفكار معينة تستطيع مساعدة الشخص الآخر، ولكني أصاب بإحباط بعد تقديم كل الجهد، بأن هذا الشخص لا يريد أي فكرة من الأفكار التي طرحتها لسبب أو لآخر، ثم اكتشفت لاحقا عبارة ذهبية تقول:
لا يمكنك إنقاذ الموتى.

إن الجهود الخارجية لمساعدة شخص ما غير مجدية إذا لم يظهر الفرد المعني استعدادًا أو رغبة في مساعدة نفسه. تؤكد هذه العبارة على حقيقة أساسية حول السلوك البشري وحدود الإيثار: يتطلب التغيير الفعال والتحول الشخصي مشاركة الفرد والتزامه النشط.

بلا شك أن الإنسان يملك وبشكل مستقل اتخاذ “الخيارات الحرة” لكنه ليس حرا بالكامل، هو يظن أنه حر، لكن في الحقيقة لا يملك أمامه إلا خيارات حرة فقط.

عندما يكون شخص ما ”ميتًا“ مجازًا – أي غير مستجيب أو غير مهتم تمامًا بتغيير وضعه – لا يمكن لأي قوة خارجية التدخل لتحفيز التحول الذي يحتاجه. قد تكون حالة الجمود هذه ناتجة عن أسباب مختلفة، مثل الافتقار إلى الدافع، أو العادات الراسخة، أو الحواجز النفسية، أو عدم الاهتمام الأساسي بتغيير ظروف الشخص؛ لكن المهم هو أن التغيير يبدأ من الداخل.

على سبيل المثال: ضع في اعتبارك حالة شخص يعاني من الإدمان. قد تقدم العائلة والأصدقاء الدعم والموارد والتشجيع. ومع ذلك إذا لم يدرك الفرد الحاجة إلى التغيير أو لم يكن مستعدًا لاحتضان رحلة التعافي الشاقة، فمن المرجح أن تذهب هذه الجهود سدى. ينطبق المبدأ نفسه على سيناريوهات أخرى مثل التقدم التعليمي أو التقدم الوظيفي أو الصحة الشخصية أو التعلق العاطفي. فبدون الدافع الداخلي للتحسن، ستفشل الجهود الخارجية.

وهذه العبارة جعلتني أعرف مكاني الحقيقي من الإعراب، وكأنها ترشدني إلى أهمية تمييز المكان الذي تُبذل فيه جهود المرء على أفضل وجه.

 يمكن أن يؤدي استثمار الوقت والطاقة والموارد في -شخص غير متقبل- إلى الإرهاق والإحباط. وهذا لا يشير إلى انعدام التعاطف بل إلى إعادة توجيه الجهود بشكل استراتيجي نحو أولئك المستعدين للانخراط في عملية التغيير.

باعتقادي أن الوعي الذاتي والمسؤولية هما حجر الأساس في هذه العملية؛ فالنمو الشخصي هو في الأساس عملية داخلية. وفي حين أن أنظمة الدعم الخارجية ذات قيمة، إلا أنها لا يمكن أن تحل محل العمل الداخلي الأساسي الذي يجب على الفرد القيام به. إن إدراك دور الفرد في التحول في حياته الخاصة هو أمر تمكيني ويشجع على اتباع نهج استباقي وليس سلبي في التنمية الشخصية.

صحيح أنه لا يمكنني إنقاذ الموتى، لكن ستكون يميني ممدودة دائما للمساعدة..

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *