يعد اليوم الدولي للتنوع الثقافي الذي يتم الاحتفال به سنويا في 21 مايو تذكيرا قويا بالنسيج الغني للثقافات البشرية التي تحدد عالمنا. هذا اليوم الذي أنشأته الأمم المتحدة في عام 2002 يسلط الضوء على أهمية التنوع الثقافي لتحقيق السلام والتنمية المستدامة. إنه بمثابة فرصة لتعميق فهمنا لقيم التنوع الثقافي وتعلم العيش معا بشكل أفضل.
التنوع الثقافي هو أساس تراثنا المشترك والقوة الدافعة للإبداع والابتكار والنمو الاقتصادي. تجلب كل ثقافة وجهات نظر وتقاليد وطرق تفكير فريدة تساهم في التجربة الإنسانية الأوسع. هذه الأشكال الثقافية المتنوعة تثري حياتنا وتقدم وجهات نظر وحلولا مختلفة للتحديات المشتركة. يمكن أن يؤدي الاعتراف بالتنوع الثقافي والاحتفال به إلى مزيد من التماسك الاجتماعي والاحترام المتبادل والتعايش بين الجميع.
إننا في المملكة العربية السعودية تجاوزنا مجرد الاحتفال بهذا اليوم، من خلال ما رسمته رؤية المملكة 2030 لإبراز الثقافة السعودية حيث قامت وزارة الثقافة باتخاذ إجراءات لحماية وتعزيز التنوع الثقافي من خلال الحوار والمبادرات الشاملة العالمية، حيث أن التبادل الثقافي والتعاون الدولي يعزز التفاهم بين ثقافات العالم أجمع.
ولعل الوزارة عززت مفهوم الثقافة وأصالتها من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية للأجيال القادمة، ولترسيخها في وجدان الجيل الحالي.
ولأن التعليم يعلب دورا محوريا في تعزيز الثقافة فقد تعاونت وزارة الثقافة ووزارة التعليم والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لعمل دراسة متكاملة تتناول تعزيز وإدراج القطاعات الثقافية الستة عشر في التعليم العام والعالي، وتفعيل المبادرات المنبثقة عنها وتنفيذ نتائج وتوصيات الدراسة.
اليوم الدولي للتنوع الثقافي هو احتفال بالهوية الثقافية الغنية في عالمنا. إنه يوم للاعتراف بفوائد التنوع الثقافي والالتزام بحمايته وتعزيزه. من خلال تبني التنوع الثقافي وتقييمه. يمكننا بناء مجتمعات أكثر مرونة وابتكارا وسلاما وضمان استمرار ثراء الثقافة الإنسانية في الازدهار بجميع أشكاله.