24مايو

مهرجان الثقافة والفنون الكردية في برلين

كانت رحلتي من باريس لبرلين مبكرة الساعة 7 صباحا لأنها الرحلة الوحيدة الموجودة، فالرحلة الثانية كانت الساعة 9 مساء، ولم أكن أريد تضييع الوقت، بل استثماره في برلين ولذلك ذهبت بهذه الرحلة.كانت لدي خيار أن أذهب بالقطار ولكن كانت الرحلة تستغرق 8 ساعات، فاخترت الخيار الأسرع من باريس لبرلين عن طريق الطائرة برحلة تستغرق ساعة و 15 دقيقة..

لقد كان الفندق الذي سكنت فيه هو فندق: (Hotel Brandies Berlin) وقد كان اختيارا موفقا من إدارة المهرجان لأن الفندق بُني في بداية القرن العشرين حوالي عام 1901، فهو يحمل روح الأصالة وعراقة المكان حتى أن داخل المصعد هناك لوحة مكتوب فيها (عمري أكثر من 100 عام، عليك أن تحترمني ولا تفتح الباب والمصعد يعمل حتى لا أتعطل) لأن المصعد بالهوية القديمة جدا، ولكن ما يزال يعمل بكل كفاءة، حتى أن هناك لوحات تشكيلية تزين جدران الغرفة، ومفتاح الغرفة ليس بالبطاقة كما هي الفنادق الحديثة، ولكن بمفتاح حقيقي.

استمتعت حقيقة في الأجواء الرائعة جدا في المهرجان الذي أعطاني الفرصة للتعرف على الثقافة الكردية من خلال الألوان الشعبية في الرقص والموسيقى وكذلك اللوحات الفنية وأيضا بالتعرف على قامات كبيرة من أهل الفضل والأدب.

سعدت بالتعرف على الأستاذ الفنان التشكيلي/ خضر عبدالكريم وتشرفت بإهدائه لي كتابه/ هويات مهاجرة والذي هو عبارة عن كتالوج للوحات التشكيلية، وكذلك الروائية/ نوجين قدّو التي أهدتني روايتها غصن على متن السراب، وكذلك الشاعر القدير/ فواز قادري الذي أهداني ديوانه/ اغتصاب أتون جهنم الكبرى، وكذلك الأستاذ الشاعر/ فؤاد آل عواد المترجم الذي ترجم ديواني إلى اللغة الألمانية وأهداني بعضا من دواوينه.

مع الأستاذ/ فواد آل عواد المترجم الذي ترجم ديواني للغة الألمانية في ميدان ألكسندر برلين

والقائمة تطول من الأحبة والأصدقاء الذين قابلتهم: الأستاذ/ عبداللطيف حاج المترجم الذي ترجم ديواني إلى اللغة السويدية، جاء خصيصا من السويد لهذا المهرجان، وكذلك الأستاذة سوزان علي والأستاذ هيثم حسين.

مع الأستاذ/ هيثم حسين المدير العام لمنشورات رامينا

كانت أمسيتنا أنا والأستاذ فواز قادري الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت برلين يوم الأحد 19/5 بتقديم الرائع الأستاذ/ محمد ديبو، وكان الحضور كثيفا ومتفاعلا، وتم التوقيع في نهاية الأمسية على كتبنا وإهدائها للحضور.

حضور مثل هذه المهرجانات العالمية والتي يشارك فيها الأدباء والشعراء والفنانين من كل بقاع العالم، حضور مهم وغني لأنه ينعكس على روح وإبداع الفنان الداخلي، لأننا نحن كبشر بيننا مشتركات إنسانية كثيرة نستطيع أن نتشارك فيها ونتحدث ونتعايش حولها.

لقد سعدت بتقديم صوت شفيف من الأدب السعودي في هذا المهرجان وتشرفت بأن أكون أول شاعر سعودي يترجم ديوانه إلى اللغة الكردية. وحقا لقد كانت أيام بهيجة.

شكرا لإدارة المهرجان على هذه الدعوة الكريمة، وعلى هذا الاحتفاء والحفاوة وكرم الضيافة.

لقد شعرت حقيقة بأن الأدب يجمعنا، وأن الثقافة قادرة على تقوية أواصر المحبة بيننا جميعا.

ودائما وأبدا: على دروب الأدب والمحبة نلتقي..

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *