6مايو

معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024

هذه الرحلة غريبة جدا، فلقد حجزت تذكرة الطيران قبل المعرض بشهرين، ولكن قبل المعرض بثلاثة أسابيع قررت عدم الذهاب من أجل عدة أسباب تمنعني من الحضور، وكنت على هذا الرأي إلى قبل موعد رحلتي بثلاثة أيام، ثم قررت فجأة وعدلت عن رأيي.

ذهبت إلى البلد الحبيب، وإلى مدينتي المفضلة أبوظبي، هذه المدينة التي هي أكثر مدينة زرتها بعد الرياض، هي المدينة التي أشعر فيها بالسلام والاسترخاء؛ لكن لطالما كان جدولي في معارض الكتب بعيدا عن الاسترخاء؛ لأنه مملوء بالمقابلات والزيارات واجتماعات العمل مع الناشرين والوكلاء الأدبيين وكذلك المؤلفين.

كان من المفترض في هذا المعرض أن اجتمع مع صديقي ليوناردو وهو ناشر من البرازيل ترجم ونشر ديواني (أعرف وجه اليأس جيدا) إلى البرتغالية؛ ولكن لم يكن يحدث ذلك لأنه لم يأتي للمعرض إلا متأخرا؛ لكني تشرفت بمقابلة العديد من الأصدقاء والناشرين.

لقد كانت من اللحظات المميزة وأنا أوقع كتابي (لقد توقفت عن البكاء) لبعض القراء.

وأنا أقول لهم -كذبا- أني توقفت عن البكاء، وهم لا يعلمون أني سأصدر كتابا اسمه (عدت إلى البكاء)؛ لكن كما قيل: أعذب الشعر أكذبه.

لطالما كانت معارض الكتب فرصة لي لأقتني كتبا جديدة، وأحرص على ألا ينقضي المعرض إلا وأنا قد انتهيت من قراءة ثلاثة إلى أربعة كتب إذا قدرت.

هذه المرة التهمت ديوانين من الشعر، الأول ديوان: لحظات باقية لإدريس محمد جماع، والثاني ديوان آلاء حسانين (الحب الذي يضاعف الوحدة) والحمدلله كتبت عن كل ديوان مراجعة منفصلة.

في السفر تكون الشهية مفتوحة للقراءة وللكتابة بحكم أن الوقت كله لي، وكذلك الشوق للجديد يدفعني للمزيد من التحدي.

كان من المفترض أن أذهبي إلى دبي لاستلم الكتب التي طلبتها من الموقع الإلكتروني، كتب سوزان عليوان ولكن بسبب سوء الأحوال الجوية لم أتمكن من ذلك.

لقد كانت هناك أمطار كثيفة على الإمارات قبل أن آتي، وحتى حينما أتيت إلى أبو ظبي كانت هناك بعض الأيام الممطرة لدرجة أني اشتريت مظلة..

اقتنيت كتبا كثيرة للأصدقاء مثل كتاب (استقصاء الجذور) روايات تهدم معبدها الأدبي لعبدالدائم السلامي، وكذلك شذرات نقدية لصباح بشير، والقراءات الخطرة القوة المؤثرة للأدب في الأزمنة المضطربة والذي ترجمه متعب فهد الشمري، كما أن الصديقة الشاعرة سوزان علي أوصتني أن آتي لها بكتاب بول أوستر (اختراع العزلة) من منشورات المتوسط وهي المقيمة في ألمانيا؛ لأنه سيكون لي هناك بعد أسبوعين أمسية شعرية في مهرجان الفن والثقافة الكردية في برلين على هامش تدشيني لديواني بالكردية.

معارض الكتب متعة لا تنقضي.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *