4مايو

ديوان لحظات باقية

من الصدف الجميلة التي كانت لي في معرض أبوظبي للكتاب 2024 أني تعرفت على الدكتور/ محمد بدوي مصطفى وهو شاعر وأديب سوداني مقيم في ألمانيا وهو صاحب دار نشر بدوي للنشر والتوزيع.

تفضل علي وأهداني بعض الكتب وكان من بينها ديوان الكبير الشاعر السوداني/ إدريس محمد جماع “لحظات باقية”.

هذا الديوان الذي يتلهّب بين يدي القارئ لأنه جمرات ملتهبة ولحظات باقية أيضا.

الديوان يبدأ بتقديم شفيف مليء بالمحبة والنزيف لصديق الشاعر/ منير صالح عبدالقادر والذي ختم تقديمه بقوله: أخي جماع سنلتقي فقد تقاربت الخطى ويبست العينان وضعف الجسد وقلّت المقاومة فأنت الآن مع صاحبيك محمد محمد علي ومحمد المهدي المجذوب في انتظار حضوري فمكاني ما زال شاغرا وقد قطعت تذكرة العودة وأنا في انتظار القطار فإلى اللقاء.

ثم تكون هناك مقدمة للشاعر في صفحتين يتحدث فيها عن الديوان وعن اتجاهه في الشعر لا مذهبه في الشعر، والحقيقة أننا افتقدنا هذه

المقدمات في دواوين الشعر الحديثة ولا أعلم لماذا ترك الشعراء كتابة المقدمات في دواوينهم فأذكر أني كنت اقرأ الاسبوع الماضي ديوان نازك الملائكة” شظايا ورماد” وكتبت فيه مقدمة عظيمة، فيا ليت لو أن الشعراء يعودون إلى هذه العادة الجميلة.

يقول جماع في قصيدة بعنوان من سعير الكفاح:

يظن العسف يورثنا انصياعا

فلا والله لن يجد انصياعا

 

ولا يوهي عزائمنا ولكن

يزيد عزيمة الحر اندفاعا

 

طغى فأعد للأحرار سجنا

وصير أرضنا سجنا مشاعا

 

هما سجنان يتفقان معنى

ويختلفان ضيقا واتساعا

 

ويقول في لحن الفداء:

أعاهد قومي وهذي يدي

على أن أذود وأن أفتدي

حماي المقدس من مولدي

حرام به قدم المعتدي

 

بلادي التي عشت في ظلها

حياتي وحبي وعزمي لها

بصدري ألاقي العدا قبلها

وأستقبل الموت من أجلها

 

وما كان يوما هوانا الدم

ولكن نحارب من يظلم

إذا رام ساحتنا مجرم

رأى الموت من حيث لا يعلم

 

ويقول وهو من وراء القضبان:

حياة لا حياة بها ولكن

بقية جذوة وحطام عمر

 

خطوب لو جهرت بها لضاقت

بها صور البيان وضاق شعري

 

جهرت ببعضها فأضاف بثي

به ألما إلى آلام غيري

 

وفي جنبّي إنسان وروح

وحب الناس في جنبّي يسري

 

يغالب محنتي أمل مشع

وتحيا في دمي عزمات حر

 

وله قصيدته المشهورة أنت السماء:

أعلى الجمال تغار منا

ماذا عليك إذا نظرنا

 

هي نظرة تنسي الوقا

ر وتسعد الروح المعنى

 

أنت السماء بدت لنا

واستعصمت بالبعد عنا

 

ويقول في شاء الهوى:

فإذا غفوت لكي أرا

ك فربما في الحلم جئت

 

في دمعتي في آهتي في

كل شيء عشت أنت

 

رجع الربيع وفيه شو

ق للحياة وما رجعت

 

الديوان مليء بالقضايا الوطنية والعروبية فقد تكلم عن رد الظلم والطغيان وطرد المحتلين سواء في السودان أو مصر أو الجزائر، فالشاعر يتنفس العروبة والقومية العربية.

وهو يكتب كثيرا عن الوطن فكتب نشيد العلم وكتب لجامعة الخرطوم وعن نهر النيل وغيرها من الموضوعات التي كانت تجيش في صدره.

الكتاب من القطع المتوسط يقع في 113 صفحة من إصدارات دار مدارك للطباعة والنشر السودان الصادر عام 2017 الطبعة الثالثة.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *