29مارس

القدرة البدنية 100 متسابق

هناك برنامج رياضي على نت فليكس اسمه (القدرة البدنية 100 متسابق) وهو برنامج رياضي يعتمد على التحديات، والتحديات مختلفة كالتحمل ورفع الأوزان الثقيلة أو الخروج من المتاهة وهكذا.

كان هناك تحدي وهو في متاهة وفكرة التحدي أن هناك ميزان له كفتان كفة للفريق الأحمر وكفة للفريق الأزرق والفائز من يضع أكثر وزن من الأكياس الرملية في الميزان، كان هناك أكياس صغيرة فئة خمسة كيلو متاحة للجميع وهي كثيرة جدا، وكانت هناك هدايا مخبأة بعيدة عن الأنظار في المتاهة من فئة 80 كيلو و100 كيلو و120 كيلو.

مدة التحدي 15 دقيقة والفائز من تميل كفة الميزان معه عند انتهاء الوقت.

كل فريق يتكون من خمسة أعضاء.

الفريق الأحمر كانت خطته أن 4 من الأعضاء يحملون الأكياس الرملية الصغيرة، والعضو الخامس يذهب ليأتي بالأكياس الرملية الكبيرة (الهدايا) المخبأة في أماكن متفرقة من المتاهة.

الفريق الأزرق كانت خطته أن جميع الأعضاء يحملون فقط الأكياس الصغيرة ولا يلتفتون إلى الهدايا.

بمعنى أن الفريق الأزرق اعتمد على الكم والفريق الأحمر اعتمد على الكيف.

احتمدت المنافسة واستطاع الفريق الأحمر الحصول على 3 أكياس كبيرة من فئات مختلفة (80 كيلو، 100 كيلو، 120 كيلو) بينما الفريق الأزرق كان مصمم على خطته وهي فقط الأكياس الصغيرة.

حينما كان أعضاء الفريق الأزرق يرون الهدايا الكبيرة تكون في كفة ميزان الفريق الأحمر، أصاب بعض أعضاء الفريق الإحباط وقالوا لقائد الفريق انظر إلى كفة ميزان الفريق الآخر إنهم استطاعوا أن يجلبوا الأوزان الثقيلة، يبدو أننا سنخسر، يجب أن نغيّر الخطة وكان رد القائد: استمروا على نفس الخطة والاستراتيجية، ولن نغير الخطة وركزوا في عملكم.

لما رأوا الجدية والإصرار من القائد عاد لهم الحماس والنشاط من جديد واستمروا على خطتهم في جلب الأكياس الصغيرة فقط.

كان منظر كفة الفريق الأحمر يوحي بالنصر والعظمة لرؤية كثرة الأكياس الكبيرة وبينها الأكياس الصغيرة، وكانت كفة الفريق الأزرق عادية لأن بها الأكياس الصغيرة وكانت كلها في أسفل قاع الكفة.

استمر التحدي آخر الدقائق بدأ على الفريق الأحمر التعب لأنهم 4 أعضاء فقط يحملون الأكياس الصغيرة، بينما الفريق الأزرق 5 أعضاء فكان الفارق العددي في صالحهم، والعضو الأخير في الفريق الأحمر كان يبحث في المتاهة ولم يحصّل أكثر مما حصلهم من الثلاثة الأوزان السابقة.

في النهاية فاز الفريق الأزرق لأن كفته هي التي مالت بشكل كبير.

انصدم الفريق الأحمر من النتيجة واندهشوا كيف أن الأوزان الكبيرة لم تشكّل فارقا -رغم ثقل وزنها- في النتيجة.

تحدثوا مع قائد الفريق الأزرق بعد الفوز عن استراتيجيته فقال: لم أكن أعلم أني سأفوز أو أن هذه هي الخطة المثالية أو المناسبة ولكن ما اعتمدت عليه هو ما هو موجود أمامي -الأكياس الصغيرة- لأن هذا الواقع وهذا الذي استطيع ان أعمل عليه، لكن الهدايا -الأكياس الكبيرة- هي غير موجودة أمامي ولا أعرف أين هي، وكم عددها، فقررت أن أعمل على ما هو أمامي وأترك الشيء الآخر.

وهذا درس في الحياة كلها أن القليل الدائم خير من كثير منقطع وأيضا اعمل على ما هو موجود واترك المفقود.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *