تشرفت بدعوة كريمة من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 لإقامة أمسية شعرية في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض.
حينما وصلتني الدعوة طرت فرحا لأن هذه أول زيارة لأم الدنيا، وأنا أحب أن أزورها.
أزور هذا البلد العظيم الضارب بعروقه في جذور التاريخ.
لم أتردد في الموافقة، وإن كنت قد ترددت قليلا قبل السفر بيوم؛ لأني قلّبت الأمر ظهرا إلى بطن، ووجدتني في موقف لا يحسد عليه، مسكين من يلقي الشعر في مصر لأنه يجب عليه أن يكد ذهنه كدا من أجل محاولة إرضاء هذه الذائقة المتعودة على الفن والسحر والجمال والروعة.
سألقي الشعر بين أناس يتنفسون الشعر، ويلقونه في الطرقات والمقاهي والجامعات وفي الأصبوحات والأمسيات، ماذا سأقدم؟ اخترت القصائد التي أريد أن ألقيها ثم ألقيتها بصوت مرتفع حتى أرى وقعها، فحذفت وغيرت الكثير من القصائد لأني اكتشفت أن بعض القصائد تصلح للقراءة ولا تصلح للإلقاء فالقصائد المنبرية تختلف اختلافا كليا عن القصائد في الدواوين..
ثم ازداد الأمر روعة حينما علمت من سيكون معي في الأمسية وهم: أحمد عنتر مصطفى وعبده المصري ومحمد الدسوقي ومحمد المتيم ومحمد خيري الإمام وحاتم الأطير من مصر، وعائشة السيفي ومحمد البريكي من سلطنة عمان، وعمر شهريار وفواز القادري من سوريا/ألمانيا، ومن السعودية صديقي العزيز علي الحازمي ويدير الأمسية الأستاذ/ أحمد حسن عوض.
طلبت من الأستاذ أحمد حسن أن يجعلني في الوسط، لا أريد أن أكون في البداية، فقال سيكون الدور بالحروف الأبجدية، وللأسف فإن بعض الشعراء تأخروا في المجيء ويجب أن نبدأ، فبدأ بالشاعر حاتم الأطير ثم جئت أنا.
ألقيت قصائدي، وأنا أريد أن أصل بصوتي الشعري للجميع خصوصا للذي لا يحب الشعر، وأما النخبة والخاصة فلهم شعرائهم الخاصين، عندما انتهيت ونزلت وجلست في مقعدي جاءني أحدهم من الصف الذي يليني وقال زوجتي لا تحب الشعر ولكنها أحبّت شعرك، شكرا لك ومضى، هذا ما أريده، الوصول للناس الهاربين/ البعيدين عن الشعر.
أخذني الصديق أحمد حسن مشرف مباشرة لاجتماع عمل لنواجه الأستاذ علي عبدالمنعم والأستاذ أحمد رويحل وكذلك الصديق إبراهيم آل سنان.
المميز في هذه الأمسية والمعرض عموما أنني تعرفت إلى أصوات شعرية جديدة وأدباء وفنانين كبار.
أمضيت أياما جميلة في “أم الدنيا”.