تجربة الأستاذ/ أحمد حسن مشرف الكتابية بشكل عام تستحق أن أن يُكتب عنها وأقصد هنا التجربة اليومية والتفرغ التام للكتابة كونها من مصادر الدخل لديه، ربما يكون في وقت لاحق لكن حاليا سوف أتحدث عن كتابه (كله خير كتاب ساخر لحياة أسهل) وهو عبارة عن مقالات متنوعة عن مواضيع حياتية اجتماعية وثقافية.
كان الكتاب ذاتي بمعنى أن يكتب من الداخل للخارج من خلال الاتكاء على أحداث شخصية مر بها الكاتب في قالب مقالات “ساخرة” في بعض الأحيان..
الذي يجيده المؤلف -خلاف- كثير من الناس أنه يستطيع الوصول إلى الفكرة والتعبير عنها بشكل سلس واضح وربما جريء في بعض الأحيان..
بلا شك أنه لم يقل كلما مر به أو أنه صرّح بكل ما بجعبته، كما اعترف بذلك في الكتاب لعدة اعتبارات!
يعجبني ذكائه في إزاحة تفاصيل لا يود ذكرها في القصة، فمثلا يستدعي قصة ما ويذكرها بالتاريخ والوقت والمكان ثم يقول في نقطة ما في القصة (ولا أذكر تفاصيل ما دار بيننا) إنه بالطبع يذكر كل التفاصيل؛ لكنه بشكل مؤدب لا يود حشره في الكتاب لأسباب هو يراها منطقية.
هناك العديد من الأفكار المهمة والملهمة في الكتاب والتي تمس كل فرد منا في حياته اليومية مثل فكرة فلتر الماء داخل البيت، وغسالة المواعين في المطبخ وتقليل الرغبات وراحة البال وغيرها من المواضيع المهمة.
المؤلف من الأذكياء الذين يكتبون عن الأشياء المهمة اليومية في كل بيت والتي نشترك فيها كمجتمع واحد.
إنه يغطي مواضيع لا يكتب عنها المثقفين بكثرة وهو بهذا يكون سيّدا في مساحة لا يقترب منها أحد لاسيما من الرجال.
وضع لمساته الخاصة من التتبيلات بذكره تفاصيل خاصة عن نفسه وعن حياته، أعطت الكتاب بعدا روحيا مع القارئ، وهذا البعد يحبه القارئ الذي يريد أن يعرف المؤلف أكثر سواء في عاداته أو ذوقه أو بعض عيوبه التي أقرّ بها وهذا يعطي دليلا على أن المؤلف رجل متصالح مع ذاته فهو يعرف عيوبه قبل نقاط قوته.
وهذا اللمسة الخاصة في كتابات أحمد فكرة ذكية؛ لأن كثير من القراء يريدون أن يعرفوا تفاصيل عن حياة كاتبهم.
كان لي حظوة بمقابلة المؤلف شخصيا بحكم صداقتنا وتكرّم علي بإهدائي جميع كتبه موقعة.
الكتاب من القطع المتوسط يقع في 184 صفحة من إصدارات مركز الأدب العربي، الصادر في عام 2023.
