حاليا في ينبع من أجل تقديم ورشة عن الكتابة العلاجية وكنت قد قدمت الورشة قبل شهر في جدة..
لقد رأيت حماس الحاضرين للاستماع عن العلاج بالكتابة وهذا أمر مميز لأن هذا إيمان منهم بقيمة وأهمية الكتابة على الصعيد النفسي..
إنني متفائل جدا أن تبدأ هذه السنة الجديدة وأنا أعمل شيء أحبه وله علاقة بالكتابة..
الكتابة التي قضيت فيها نصف عمري في ممارستها، والآن ابدأ في دور المدرب لنقل خبراتي للآخرين..
هذه المرة الثانية التي أزور فيها ينبع فلقد زرتها وأنا في الثانوية مع خالتي حتى نزور صديقتها التي أصيبت بسرطان الثدي..
اختيار خالتي لي لم يكن حبا فيني؛ بل لأني الوحيد المحرم لها المتاح؛ لأن سابقا لم يكن السفر للمرأة مسموحا دون وجود محرم، فاتخذتنا محرما لها وسافرنا من مدينة الدمام بالسيارة إلى مدينة ينبع، وكانت سفرة مهرقة جدا لأني كنت الذي أقود السيارة لوحدي كل هذه المسافة..
لا أحتفظ في ذاكرتي بالكثير عن ينبع إلا أنها كانت نظيفة ومنظمة..
ينبع هي إحدى محافظات منطقة المدينة المنورة تقع على ساحل البحر الأحمر وتنقسم إلى 3 مدن: ينبع البحر، وينبع النخل، وينبع الصناعية. وتلقب بلؤلؤة البحر الأحمر.
في رحلتي الأولى سكنت في ينبع الصناعية، وحاليا أنا في ينبع البحر.
الحقيقة أني أحب آتي وأقدّم مثل هذه الدورات في مثل هذه المدن، لأني مللت تقديمها في المدن الكبيرة؛ ولكن الغريب أني لم أقدم أي دورة في جدة إلى الآن، قدمت ورشة في مكة المكرمة وأتطلع إلى تقديمها في المدينة المنورة وجدة.
هذه الورشة برعاية هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن فعاليات الشريك الأدبي والذي يُعنى بتفعيل دور المقاهي والكوفيهات ليكون صالونا أدبيا كما كان في السابق.
جميع التكاليف مدفوعة من قبل الهيئة ويُعطى المدرب مكافأة رمزية للمدرب الذي يقدم الدورة في خارج مدينته الأصلية، والدورات التي يقدمها المدرب في نفس مدينته لا يأخذ شيئا؛ بل يقدمها مجانا، وقد قدمت في الرياض وحدها أكثر من تسع ورش، وقال لي أحدهم ذات مرة لماذا تقدم كل هذه الورش دون مقابل؟ قلت: لأني أحب هذا المجال والأمر الثاني أحب تمرير المعلومات للآخرين؛ لأن تعريف المثقف عندي هو: الذي ينقل المعرفة للآخرين وليس الذي يقرأ الكتب فحسب، أي ناقل للمعلومة فهو مثقف ولو كان سباكا أو طباخا أو دكتورا أو رائد فضاء، وأنا مؤمن بأن لكل فعل ردة فعل، افعل الخير سيعود لك حتما.
الدنيا دوارة ليست بالشر فحسب؛ بل بالخير أيضا.
