28ديسمبر

مراجعة لفيلم سطار

شاهدت فيلم سطار متأخرا عن الركب، ولكن هذه عادتي لا أحب الزحمة..
قررت المشاهدة دون أي رؤية نقدية، كنت فقط أريد أن أشاهد فيلما سعوديا
دون تسجيل ملاحظات أو هفوات؛ وبالفعل استمتعت بالمشاهدة ولكن في نهاية المشاهدة برزت لدي بعض التساؤلات الوجودية الحقيقية التي لم أستطع أن أتغافل عنها..
بشكل عام أعجبني الفيلم، وأعجبتني الفكرة نوعا ما، والحوارات لا بأس بها قياسا على الأفلام السعودية الأخرى..
لكن المشكلة الأكبر كانت بالنسبة لي هي بناء الشخصيات في الفيلم وكذلك الممثلين أنفسهم، كثير ممن شاهدناهم في الفيلم هم مشاهير وليسوا بممثلين حتى أني حاولت أن أجد عذرا لحشد كمية المشاهير بهذا الشكل بأنه اتجاه تسويقي بحت من أجل أن هؤلاء المشاهير سوف يسوّقون للفيلم بعد نزوله بحكم مشاركتهم فيه..
وجود المشاهير بهذه الكمية وبهذا الشكل يجعل الممثلين الحقيقيين الذين يدرسون التمثيل بحرفية ويتعبون على أنفسهم من أجل إيجاد دور صغير في أي مشاركة، يشكّل لهم هذا الأمر طعنة من الخلف، وعدم تقدير لجهودهم ولالتزامهم بالطريق الصحيح.
كثير ممن رأيناهم في الفيلم حجته الوحيدة لوجوده: شهرته وليس لإتقانه للدور وهذا أمر محزن الحقيقية في ظل وجود موارد بشرية في التمثيل تحديدا.
الأمر الآخر المحزن هو تغييب الدور النسائي وربما أتفهم هذا قليلا لو كان الأمر قبل عدة سنوات، ولكن الآن هذا الأمر مستغرب فمثلا شخصية “الجد” كيف لها أن تعيش لوحدها ولماذا كل مشاهد سطار مع جده تكون في غرفة واحدة وبدون وجود عائلة أو جده في السيناريو؟ غريب هذا الأمر.
في مجتمعنا لا يمكن أن يعيش المسن لوحده، مهما كانت الظروف.
شخصية أم حبيبة سطار، رغم قلة ظهورها في الفيلم إلا أنها أتقنت الدور بشكل جميل وأوصلت لنا شعور أنها بغيضة فعلا، ووصول هذا الشعور لنا أثبت لنا إتقانها للدور.
شخصية عبدالخالق بلا شك أنها من أجمل الشخصيات التي تم اختراعها وتكرارها مرة أخرى تكرار مقبول ومفهوم؛ لأن إبراهيم خير الله ممثل مبدع جدا.
شخصية علي هوجن لا غبار عليها، وهو ممثل قدير وأجاد الدور بحذافيره.
كنت أتمنى من الشخصية الرئيسة للفيلم إبراهيم خير الله أن يغيّر من دوره فهذا الدور هو نفسه تقريبا في كل الأفلام والمسلسلات (شخصية الدب الحنون الطيب) يجب أن يتحدى إبراهيم نفسه ويلبس جلد غير جلد هذه الشخصية مع أنه قدّم أداء رائع للغاية في الفيلم.
نهاية الفيلم نهاية كلاسيكية معروفة وهي انتصار الحب والخير والشغف، مع أني تمنيت نهاية أكثر تشويقا.
على العموم: الفيلم راقني كثيرا وهي بداية طيبة جدا للسينما السعودية وأتوقع إذا كانت هذه البداية، ستكون المسيرة عظيمة.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *