لعل هذه السنة 2024 هي من السنوات القليلة التي أدلف إليها وأنا مطمئن البال، مستريح النفس، بل وأكثر من ذلك فأنا متفائل جدا.
يحملني التفاؤل ويحفني الفأل ويقودني الإيمان بالعلي القدير أن هذه هي السنة المنشودة.
كنت أدخل خائفا برجلي، والآن أدخل بكلي وبثقتي وبعزمي وجهدي.
ولّت الأعوام الصعبة، ومرت السنين الكدرة، ونحن الآن في سنة الخير والعطاء.
لماذا أنا متفائل؟ لا أدري لكن عندي شعور غريب وإحساس حول هذه السنة، أنها سنة الانفراجة على الأقل على الصعيد الشخصي.
استقبل هذا العام بأمسية شعرية في القاهرة وبالقائمة الطويلة للبوكر لصالح الحمد الذي أنا وكيله، وبديواني الشعري الثاني الذي سوف يصدر في معرض الشرقية للكتاب بعنوان: جنة تعج بالرماد عند منشورات المتوسط في إيطاليا.
إنها أخبار حسنة تلو الأخبار الحسنة، هل هذا يعني انتفاء الكدر؟
ليس هذا من عادة الدنيا أن تصفو من الكدر، ولكن إذا كان الماء صافيا لم يضره قطرة الخمر، فإنه يبقى على حاله ماءً!
تركت عتب الأصدقاء، والنياح على الماضي، ولوم النفس، وشمّرت عن ساعديّ الجد، وكتبت الأهداف، ووضعت الخطة، واستشرت المختصين، وتوكلت على الحي القيوم، والنتيجة لمن جد، والحظ كلمة نراها في أحاديث الضعفاء، وليست موجودة في قائمة المجدّين.
خلعت ثوب المسكنة، ورميت بردة “دور الضحية” وخرجت من فكرة الكمين والخندق إلى فكرة البحبوحة والنور..
إن مزرعة الجد أليق بي من خندق الخمول.
لازلت أحمل معي فكرة أن السماء لا تمطر ذهبا، وأن الأرض لا تقدّس أحدا، وإنما المرء بأفعاله وأن عَرَق التعب أشرف من الاستجداء والاستخذاء.
لربما لأول مرة أدخل مدعمّا بالتقنية متسلحا بالعلم لتسهيل أمور حياتي اليومية، فصرت منفتحا على الذكاء الاصطناعي وكل الأدوات الممكنة المتاحة التي تستطيع أن تخدمني وتخدم خطتي وأهدافي.
قبلت بكل سرور فكرة عمل الفريق وأني لن استطيع أن أنجو لوحدي فكوّنت لي فريق صغير يساعدني على كتابة المحتوى وتصميمه وكذلك توليد الأفكار، وهم الذين يجعلوني الآن أكمل طريقتي في الغزارة سواء من ناحية الكتابة الإبداعية أو حتى المحاضرات أو ورش العمل.
أنا فخور بنفسي وبالمرونة التي اكتسبتها والتي جعلتني أعتنق بعض الأفكار التي قد تكون محرمة في سنوات ماضية بالنسبة لي، ولكن الآن أجدني أعتنقها بكل حرية وسلام.
الحقيقة أريد أن أصل أبعد، ولا يهمني أن أصل أسرع أو أن أصل أول واحد ولذلك حكمتي لهذه السنة: بسرعة سوف تصل، ولكن ببطء سوف تصل أبعد.