لقد اشتقت للمطارات وللطيران وللرحلات مع أن آخر رحلة لي كانت قبل شهرين للشارقة لحضور معرض الكتاب هناك، ومع ذلك أشعر أني أطلت الغياب عن السفر..
لا أعتقد أني أحب السفر لذات السفر، ولكن للشعور الذي يمنحني إياه، للقواعد التي يجب أن التزم بها سواء في مساحة وحجم الشنطة أو التأشيرة أو الفيزا..إلخ.
كل رحلاتي كانت لأغراض ثقافية، وأنا أدرك أني أعمم هنا، لكني لا أذكر أني سافرت للسياحة إلا قليلا.
في وجهة نظري أن أكبر عقاب يمكن أن يُفرض على الإنسان هو عدم السفر لأي سبب من الأسباب..
الماء يتدفق والسحاب يجري والأرض تدور وأنت واقف! الإنسان صمم كي ينتقل ويتحرك، المكوث في مكان واحد ليس من صميم ذاته..
لقد سافر الإنسان الأول على قدميه وعلى الحمير والبغال والجمال وسخر البحر فصنع القوارب والسفن والمراكب وسخر الأرض والسماء من أجل الانتقال إلى الضفة الأخرى..
يا عزيزي انتقل للضفة الأخرى ولو لمرة واحدة، جرب، أنت لست صخرة، أنت إنسان..
لدي طقوسي الخاصة في السفر، أولا أحب أن أسافر وحيدا في الطائرة، لا أمانع إن وصلت الوجهة أن يكون معي رفقة لكن في الرحلة ذاتها لا أحبذ، أحب أن أكون وحيدا من أجل الكتابة والقراءة..
أنا في السفر انهمر/ اهطل/ انحدر من علي..
أشعر أن الإلهام مستلقي ينتظرني في ساحة المطار ينتظرني..
أسافر دائما بروح الطفل الذي يكون مدهوشا لأدنى حاجة، أكون منفتحا على الإنبهار، أسمح للأشياء بأن تبهرني..
لطالما سافرت بأحوال مادية غير مستقرة وهذه من أجمل التحديات من أجل البقاء على قيد المتعة..
السفر الذي يكون لعمل خالص أو لإنجاز فرض لا تهواه، لا يدخل ضمن السفر المحبب.
السفر هروبا من الوطن ليس سفرا
السفر للبحث عن لقمة العيش ليس سفرا
والسفر لإنجاز مهامك الوظيفية ليس سفرا،
إنما السفر الذي يكون متسقا مع هوايتك ويكون وفقا لرغبتك وبملء إرادتك، ولديك كامل الحرية لرفض هذه الرحلة..
الرحلة التي لا تستطيع الاعتذار عنها، هي عمل وليست سفرا..
هذا أجمل كلام مقنع و مختصر قرأته لفوائد وأهمية السفر.