لاشك أن التراث الثقافي الملموس مثل الآثار والمباني والأعمال الفنية والمناظر الطبيعية أكثر شهرة من التراث الثقافي غير المحسوس وقد حددت اليونيسكو خمس مجالات للتراث الثقافي غير المادي:
— التقاليد والتعبيرات الشفوية ، بما في ذلك اللغة كوسيلة للتراث الثقافي غير المادي. يتضمن هذا المجال القصص والملاحم والأساطير والشعر والألغاز والأمثال والأغاني والهتافات وأشكال أخرى من التعبير اللفظي التي تنقل قيم المجتمع ومعتقداته ومعرفته وحكمته.
– الفنون المسرحية. يشمل هذا المجال الموسيقى والرقص والمسرح والعرائس والسيرك وأشكال أخرى من التعبير الفني التي يتم إجراؤها للجمهور، غالبا باستخدام الأزياء والأقنعة والدعائم والأدوات.
– الممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية. يشمل هذا المجال الاحتفالات والطقوس والمهرجانات والاحتفالات وغيرها من أشكال التفاعل الاجتماعي التي تميز اللحظات المهمة في حياة الأفراد والمجتمعات، والتي تعزز التماسك الاجتماعي والهوية.
– المعرفة والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون. يشمل هذا المجال المعرفة والمهارات والممارسات والتمثيلات التي طورتها المجتمعات فيما يتعلق ببيئتها الطبيعية وعلم الكونيات، مثل الطب التقليدي وعلم الفلك والأرصاد الجوية والبيئة والزراعة وصيد الأسماك والصيد وتربية الحيوانات.
– الحرفية التقليدية. يشمل هذا المجال المعرفة والمهارات والتقنيات والمنتجات التي يتم إنشاؤها يدويا باستخدام مواد طبيعية أو خام، مثل الفخار والنسيج والتطريز والأعمال المعدنية والأعمال الخشبية والجلود وصناعة الورق.
وهذا التراث غير الملموس مهم جدا، ولقد انتبهت مكتبة الملك فهد الوطنية لهذا الأمر حينما كلفت الأستاذ الأديب/ محمد القشعمي بتوثيق التاريخ الشفهي للمملكة حتى أنه أصدر كتابا بعنوان: (تجربتي مع التاريخ الشفوي).
كنت أتمنى أن يكون هذا الاهتمام موجودا في المسلسلات والأفلام لاسيما العربية منها.
قد يكون تدقيق لغوي على المسلسلات التاريخية لكن بقية المسلسلات والأفلام لا يوجد هذا الاهتمام الكبير إلا ما ندر.
لقد سمعنا الفنان ياسر العظمة وهو ينتقد مسلسل باب الحارة ويقول أن كثير من الكلمات التي تتكرر في المسلسل لم تكن موجودة حقيقة في الحياة اليومية للفرد السورية في الحقبة التي يتحدث عنها المسلسل
والتاريخ الشفوي مجال واسع وهناك أمثلة عالمية لهذا الإرث مثل:
– أرشيف تاريخ براسيرو هذا المشروع عبارة عن أرشيف رقمي يجمع ويحفظ قصص العمال المكسيكيين الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة بعقود عمل قصيرة الأجل بين عامي 1942 و 19642، وكان عددهم أكثر من خمسة ملايين نسمة، وهو أكبر تجربة بالنسبة لأمريكا لاستضافة عمال.
– أصوات الشهود: هذا المشروع هو عبارة عن منظمة غير ربحية لحقوق الإنسان تستخدم التاريخ الشفوي لإلقاء الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وكما جاء في موقعهم الإلكتروني فإنهم يستخدمون قوة القصة في إيصال رسالتهم.