(إليك
أسامة،
جداري الوحيد)..
من البداية وأنا متفائل في هذا الديوان لكنه تفاؤلي كان أصغر من دهشة الديوان..
الريح لدى ميسون ليست هواء شديد بل هي:
آهات الذين
لم يستطيعوا
الصراخ
إنها تهرب من حياتها:
الحياة التي ربيتها
تجلس القرفصاء
معاقبةً
في الزاوية
كل ليلى تغافلني
وتركض إلى غرفتي
هناك
في
بيت أبي
إنها تلعب مع رجل الثلج ولكن لتأخذ بيده إلى أين؟
الطفلة التي غافلت أمها
خرجت بسرعة
صنعت رجل الثلج الطيّب
أمسكت بيده
ومضت به
إلى
المقبرة
لديها قلب تجلسه على ركبتها:
حيت أجلست قلبي على ركبتي
أقلّم له
أظافره
غافلني
سرق أصابعي
وتركني
أطرق الأبواب التي أريد
بجبهتي
وأفتحها
بأسناني
تعتكز على الفراغ:
في الفراغ الذي نما
كالصبار
لم أجد ما أتعكز عليه
كي أعبر
تطلب من أمها لمرة واحدة فقط ألا تجدل أحلامها:
مرة واحدة
مرة واحدة فقط
يا أمي
لا تجدليها
دعي أحلامي
منثورة على كتفي
ولا تبعدي عني
الريح
وفي اليوم العالمي للشعر تهدي تحية لأمها:
في اليوم العالمي للشعر
تحية
لرائحة
خزانة أمي
نعم خزانة الأم هي أكبر ديوان شعري في العالم..
تمارس عملية الامتنان يوميا:
ممتنة أنا لهذه الحرب
ممتنة لها
بإعادة تقييم ما أملك:
ساقين كاملتين
يدين كاملتين
عشرة أصابع كاملة
فما كاملا
عينين اثنين
وقلبا كاملا
لم يزل ينبض
في ثلاجة
في غرفة
الموتى
تشبّه القصيدة بالأم:
القصيدة أم
تخبر أبنائها
بأن الشهداء كلّهم يشبهون وجه المسيح
لا شيء تغيّر
وبأن كل الأمهات يشبهن مريم
لا شيء تغيّر
وبأنها حين صعدت
إلى السماء
لم يكن الله أبدا
هو الله
تكتب رجاء بين الحطب والحطّاب:
رجاء
حين تقطعني
اصنع من جذعي
بابا يطل على الحديقة
علّني أزور
صديقاتي هناك..!
وحده الحطب
لا يغريه الدفء
وحده
يعرف لمعة الفأس
وشهوة النار
إنها تترجم نفسها كزهرة عباد:
كزهرة عباد شمس
أنمو
دائما
باتجاهك
حينما هاجرت إلى الخارج قالت:
وصلنا
إلى بلاد الثلج
والجمال
الذي لا يُحتمل
إلى بلاد الكلاب التي
تربي البشر
بكل رفق
ما أقبح الحرب وما أقبح الرصاص:
في الحرب
تسير الحياة
حافية
ومكشوفة
الصدر
في الحرب
تزاحم رصاصة القناص
الرضيع
على
ثدي
أمه
في الحرب
قلنا لأطفالنا:
ناموا
كي تكبروا
لكنهم
غافلونا
وناموا
أكثر مما يجب
قبيحة الحرب أكثر مما نتصور:
هناك…
يجرون الحياة الميتة تحت التعذيب
من شَعرها
ويأخذونها معهم
إلى غرفة التحقيق
يخافون أن تنتحر
إن بقيت في الزنزانة
وحيدة
إنها تحب أنتونيو ماتشادو الشاعر الإسباني وتقول:
لم ألتقك يوما
يا أنتونيو ماتشادو
لكني اليوم
أدخل جثتك
وأنا أعرف هذا الحب جيدا، حب المبدعين الذين لم نلتقيهم، فإني أحب وبشدة: فرناندو بيسوا، وإليخاندرا بيثارنيك، و تشيزاري بافيزي، وفرجينيا وولف وغيرهم الكثير.
وهي كباقي النساء مؤمنة وليست مشركة في الحب فتقول:
كل النساء
تصلح للسرير
واحدة فقط
تلك التي
تسكن
مخدتك
تقول لأبيها:
لا تذهب للموت وحدك
خذ باب البيت
خذ سقفه
خذ التين المجفف
خذ النهار
خذ دراجة ابنك
خذ شعر ابنتك
وكعادتك
اترك لنا المفاتيح على الطاولة
ومعها حفنة من دعاباتك الواخزة..
ينتهي هذا الديوان، ولا ينتهي عجبي منه..
الديوان من القطع المتوسط يقع في 119 صفحة، من إصدارا أبجد للترجمة والنشر والتوزيع الصادر في عام 2022.
انا ميسون شقير
اكتب هنا لأشكر الاديب صاحب المدونة التي سعدت جدا بالتعرف عليها
أهلا وسهلا أستاذة ميسون، الشكر لك ولديوانك الرائع.
أنا سعيد بالتعرف عليك من خلال شعرك.