كتبت في السادس عشر من يوليو السنة الفارطة تغريدة قلت فيها: (ليت من يترجم رسائل فرناندو بيسوا وأوفيليا كيروش، محبوبته الوحيدة) وتفاعل مع التغريدة جمع من المهتمين كان من بينهم المترجم العراقي الكبير أ.علي عبدالأمير صالح وقال (الكتاب صدر باللغة البرتغالية ولم يُترجم بعد إلى أي لغة أخرى. المشكلة هي أن الناطقين بالبرتغالية والمترجمين العرب منها قليلون. كل ما دوّنه بيسوا يستحق القراءة).
بحكم أني حاليا اقرأ كتابين في نفس الوقت لبيسوا (تربية الرواقي، ودكان التبغ وقصائد أخرى) فإني مهتم جدا به وبكل كتبه حتى أن اشتريت ترجمة أخرى لدكان التبغ لمترجم آخر؛ لأني أريد فهما آخر لعالم بيسوا.
عودا على بدء فإني اليوم بحثت عن كتب جديدة مترجمة لبيسوا ووجدت الكتاب الذي طالبت بترجمته العام الماضي مترجما عن شبكة الجامعة الفلسطينية، ليس كله ولكن ترجموا فقط 17 قصيدة.
لا أدري الحقيقة عن جودة الترجمة من الكتاب الأصلي؛ لكن الذي يهمني هو أن صدى كلمتي لاقى أثرا.
هل علموا عنها، لا أدري، المهم أن المكتبة العربية أصبحت غنية أكثر بتراث بيسوا.
لم أكن أتوقع ترجمة الكتاب بهذه السرعة..
ما يعجبني في بيسوا أنه يفرّق بين أن يعيش المرء وبين أن يحيا (أن اكتب خير لي من أن أجازف بالعيش) وقال في موضع آخر (أنا لا أعيش، أنا استمر). لديه قلق وجودي وكياني يجعله يعيش أكثر من حياه بسبب وعيه الزائد وتأمله الطويل.
الحقيقة أني تعجبت أن لبيسوا حبيبه؛ لأن من يعرف طبيعة وروح بيسوا يعلم أن ذلك متعذر؛ ولذلك لم تستمر هذه العلاقة سوى ثلاثة أشهر؛ حتى أن بعض الأصدقاء يعلّق مازحا: يقول: حتى فرناندو بيسوا كان عنده أحد يحبه..لا تيأس!
بيسوا صاحب الأغيار والأبدال والأنداد، كيف له أن يُحب؟
يكتب لها ضمن رسالة (أوزرويو يجلس قربي الآن على حافة السرير من حيث أكتب إليكِ وطبعا إنه يرى من حين لآخر ما أخطّه) أوزريويو أحد الأبدال طبعا.
انظر إلى حظ هذه الفتاة المترجمة أوفيليا كروش التي حُفظ اسمها وصورتها وحتى قبرها؛ لأنها عاشت مرحلة حب ولا أقول قصة لأن الثلاثة أشهر أقل من أن تكوّن قصة، عاشت هذه المرحلة ليتم الاهتمام بها لأنها فقط التصقت بشكل أو بآخر بشاعر البرتغال الأول.
لا أعرف هل الكتاب صدر رسميا وهل الترجمة كذلك لا أعرف.