لاحظت أمورا مشتركة عند معظم الكتّاب في الغرب حينما نتواصل معهم من أجل شراء حقوق كتبهم للترجمة.
يوجد موقع إلكتروني لكل كاتب: فيه نبذة عنه وعن مؤلفاته وأماكن بيعها، وأهم نقطة هي أدوات التواصل معه أو من ينوب عنه؛ بل إن بعض المؤلفين الذين يمتلكون أكثر من موهبة فإن لكل موهبة شخص خاص في التواصل؛ فبعضهم يكون كاتبا ومغنيا ومتحدثا وممثلا وهكذا فإن لكل موهبة شخص خاص للتواصل معه.
هذه هي الطريقة الصحيحة والاحترافية من أجل الوصول له.
في العالم العربي نفتقد إلى مثل هذه الممارسات ونجدها؛ لكن نجدها باستيحاء شديد.
الكاتب العربي في أفضل أحواله لديه حساب واحد على منصة واحد من منصات التواصل الاجتماعي وهذا الحساب لا فائدة منه لأنه كأنه حساب إخباري أو حساب لأحد الجهات الرسمية، ينشر المحتوى دون الرد على الآخرين.
لا يوجد في الحساب أي وسيلة تواصل: لا رقم هاتف أو أيميل، والرسائل الخاصة معطلة أو لا يهتم لها ولا يفتحها؛ إذن كيف تريد أن يتم الوصول إليك، وأنت مقفل جميع الطرق إليك؟
إذا أردت الوصول إلى هذا الكاتب العظيم: فيجب أن تعرف صديق يعرف صديقا يسمع بصديق له يجلس مع هذا كل ثلاثاء في المكان الفلاني! ولماذا كل هذا التعقيد والمبالغة في منع التواصل؟
بعضهم يقول أن الكاتب العربي بالكاد يجد ما يأكله فكيف تطالبه بفتح موقع إلكتروني أو مدونة، وأنت بهذا تضيف أعباء مالية على الأعباء الموجودة عليه؟
يستطيع أي أحد فتح مدونة أو موقع إلكتروني بالمجان على ووردبيرس أو مثيلاته من المواقع، وهذا عذر واهي
ومدافعة بغيضة عن كسل كثير من المؤلفين، ومحاولة إيجاد عذر لعدم احترافيتهم.
ليس المطلوب أن تكون متاحا كل الوقت؛ ولكن المطلوب أن تتيح للأفراد والشركات أي وسيلة للتواصل في حالة
رغبوا بالوصول إليك من دون استنفار شبكة العلاقات والمعارف والأصدقاء.
ولكي لا تكون النظرة قاتمة وقاصرة أيضا.
يجب أن نشيد ببعض الكتاب والمؤلفين لدينا الذين يمارسون العملية التواصلية بشكل احترافي مثل د.عبدالله الغذامي فإن له موقعا إلكترونيا وبه كل كتبه، وكذلك هو متفاعل بشكل يومي في تويتر ويرد على كل المغردين.
وكذلك الأديب الراحل الأستاذ عبدالرحمن الشبيلي له موقع إلكتروني وبه كل كتبه بصيغة الكترونية من أجل تساعد الباحثين والدارسين، وهذا جهد مشكور تقوم به ابنته الأستاذة شادن حفظها الله.
وهذا هو المطلوب من المبدع والفنان بشكل عام أن يكون قريبا من الناس، وأن ينزل من برجه العاجي.
كن قريبا من الناس..حتى لا تُنسى.
*تم نشر هذه المقالة في العدد السابع والتسعين من مجلد فرقد الإبداعية:
احترافية المؤلفين