النظرة السائدة الموجودة على الأرض الواقع من ناحية الأسماء، أن “الاسم” له تأثير على حامله، وأنا اتفق جملة وتفصيلا، فمثلا من اسمه “فارس” تجده يميل للفروسية، ومن اسمه كريم، يميل للكرم ولو لم يرد ذلك؛ لكنه يستحي من أن يخالف فعله معنى اسمه وهكذا.
لكني هنا أريد أن انظر للزاوية الأخرى من الموضوع، وهي تأثير الشخص على “الاسم” نفسه، فقد يكون الاسم عاديا أو مهجورا أو حتى قبيحا، ولكن بأفعال هذا الإنسان يكون الاسم محبوبا أو مكروها والأمثلة على ذلك كثير.
فمثلا اسم دوستويفسكي ليس جميلا أبدا، لا سيما إذا علمنا أن اسمه الأول فيدور؛ ولكن بسبب مؤلفاته العظيمة استسغنا الاسم وحفظناه عن ظهر قلب، وصار لهذا “الاسم” شعبية من أجل ذلك الرجل، وقل ذلك عن أسماء عربية مثل عكرمة وصخر وعنترة وغيرهم.
فكما أن الاسم له تأثير على صاحبه، فالعكس صحيح؛ ولذلك تجدنا نرتبط عاطفيا بأسماء من نحب من دون شعور، وأيضا نقابل في حياتنا أشخاص كانوا يحملون أسماء فريدة وغير متكررة فيكون انطباعنا عن ذلك الاسم هو انطباع عن ذلك الشخص الذي كان يحمل الاسم وليس عن الاسم نفسه، مثلا تخيّل أنك قابلت شخصا يقال له: نمرود، مباشرة عقلك سيستدعي التاريخ وربما تخاطب هذا الشخص من خلال تاريخ الاسم وليس تاريخ الشخص نفسه.
ولذلك أحيانا نكره اسم من الأسماء لأن من خلال علاقة سابقة كانت مع شخص يحمل هذا الاسم، ولذلك أي شخص مستقبلي يحمل نفس الاسم السابق تجد أن النفس تعرض عنه، وهذا تأثير الشخص على الاسم نفسه.